‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية الجزائر.. الشريك الذي أنقذ أوروبا من الظلام
الافتتاحية - 3 ديسمبر، 2024

الجزائر.. الشريك الذي أنقذ أوروبا من الظلام

الجزائر.. الشريك الذي أنقذ أوروبا من الظلام
السفير السابق دريانكور، وأحد أبرز ضباط المخابرات الفرنسية، ظهر يتحدث عن الجانب الاقتصادي للعلاقات الجزائرية الفرنسية، مدعيًا أن فرنسا فقدت الكثير من نفوذها التجاري في الجزائر لصالح شركاء آخرين مثل الصين، كوريا الجنوبية، ودول أوروبية أخرى. لكنه لم يجرؤ على ذكر أسمائها خوفًا من ردود فعلها.

ما لا يقوله هذا المتطرف الحاقد على الجزائر، والذي يُعد رئيس اللوبي المعادي لها والمنظر الأساسي له في فرنسا، أن الجزائر لديها اتفاق شراكة تجاري واقتصادي وسياسي وأمني مع 27 دولة أوروبية. وبالتالي، فهي ليست مجبرة على شراء المنتجات الفرنسية، بل تتمتع بحرية كاملة لاختيار حاجياتها من الأسواق الأوروبية الأخرى. كما أنها تربطها علاقات قوية مع الصين، روسيا، الولايات المتحدة، ودول أخرى، مما مكنها من التخلص تدريجيًا من العلاقات الثنائية التي كانت تُضر بالاقتصاد الجزائري. وقد لمح الرئيس تبون إلى هذا التوجه في عدة مناسبات قائلًا لفرنسا: “لسنا بحاجة إليكم.”

حديث غزافيي دريانكور عن العلاقات الاقتصادية ليس إلا محاولة لتبرير مواقفه العنصرية تجاه الجزائر. فهو مقرب من إيديولوجيا اليمين المتطرف التي أسسها قدماء الكولون. وما يحرك دريانكور ليس الاقتصاد، بل نزعة عنصرية واضحة. تصريحاته هي غطاء لأفكاره ليس إلا، ليظهر كمدافع عن المصالح الفرنسية.

تحدث دريانكور عن فقدان فرنسا لصفقات بيع القمح للجزائر، دون أن يسأل نفسه: ماذا استفادت الجزائر من القمح الفرنسي؟ سوى دعم الفلاحين الفرنسيين مقابل شتائم وعداء وعنصرية الطبقة السياسية الفرنسية. إنهم يأخذون المليارات من الاقتصاد الجزائري، بينما يتآمرون ليل نهار لتدميره ويدعمون المغرب اقتصاديًا وسياسيًا بما يكسبونه من الاقتصاد الجزائري.

الجزائر تغيرت، وأصبحت تُراجع فواتيرها، تحسب أموالها بدقة، وتفضل الشركاء الذين يعودون بالفائدة على اقتصادها ومصالح شعبها. بعد أكثر من 62 عامًا من الاستقلال، قررت الجزائر تقييم علاقاتها التجارية، متسائلة: ماذا استفادت من فرنسا؟ بينما العلاقات مع دول كروسيا والصين أثبتت جدواها وعودتها بفوائد ملموسة.

على عكس المواقف الفرنسية، تُقدر الدول الأوروبية الأخرى الشراكة مع الجزائر، التي أنقذتها من أزمة طاقة خانقة في وقت حساس. وتصف أوروبا الجزائر بالدولة الجادة والمصدر الآمن للطاقة، والشريك الموثوق. بينما تبقى فرنسا، بغربانها، تغني خارج السرب الأوروبي والدولي.

لم أسمع أوروبيًا واحدًا، طوال سنوات وجودي في بروكسل، ينتقد الجزائر مثلما يفعل دريانكور وجماعته. بل إن الآخرين، مع الوقت، أدركوا الخديعة.

السفير الأسبق دريانكور لا يتحدث عن العلاقات الفرنسية مع باقي دول العالم أو عن مشاكل فرنسا المالية وديونها. كما لا يتحدث عن أزمة رئيسها المهدد بالاستقالة بسبب الأزمة السياسية غير المسبوقة التي أحدثها، ولا عن فقدان نظامها السياسي للحياد الذي أسسه الجنرال ديغول. دريانكور مهووس بالحديث عن الجزائر، مما يدفع للتساؤل عن وجود عقدة نفسية تحركه في معاركه العبثية المستمرة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الزليج الجزائري يتوج في معرض “إكسبو 2025 أوساكا” باليابان

تألقت الجزائر مجددًا على الساحة الدولية من خلال تتويجها بالميدالية الفضية لأفضل تصميم خارج…