الجزائر تدخل نادي الجيل الخامس.. نحو تركيب “سوخوي 57” محليًا

الجزائر تدخل نادي الجيل الخامس.. نحو تركيب “سوخوي 57” محليًا

تتداول الأوساط العسكرية والإعلامية أن الجزائر تتجه نحو توطين عملية تركيب مقاتلات “سوخوي 57″، أحدث ما أنتجته روسيا من طائرات الجيل الخامس الشبحية، والتي خضعت لتطويرات جديدة في أنظمة الرادار والتسليح والمناورة. هذه الأخبار تأتي في سياق تعزيز التعاون العسكري الجزائري–الروسي، وحرص الجزائر على الانتقال من مجرد التزود بالسلاح الجاهز إلى المشاركة في عمليات التجميع وربما لاحقًا التصنيع الجزئي.

في السياق نفسه، ترددت معلومات عن عرض روسي للهند بصفقة مقاتلات “سوخوي 57″، مع إمكانية تسليم دفعة جاهزة مباشرة، على أن يتم تجميع جزء آخر محليًا في مصانع هندية ضمن برامج التعاون الصناعي العسكري. هذه التطورات تعكس الاهتمام الدولي المتزايد بهذه المقاتلة المتقدمة، خصوصًا بعد سنوات من اختبار الهند لمقاتلات أخرى مثل “رافال” الفرنسية، التي أثيرت شكوك حول كفاءتها في مواجهة الطائرات الصينية المزودة بصواريخ بعيدة المدى من طراز “PL”، القادرة على إصابة أهداف من خارج مدى الرؤية التقليدي.

أما الجزائر، فقد أبرمت بالفعل عقودًا مع موسكو لاقتناء سرب من “سوخوي 57″، على أن تتسلم أولى الطائرات الجاهزة مباشرة من روسيا، فيما تدرس إمكانية الدخول في مرحلة التجميع المحلي لاحقًا. روسيا من جهتها ضاعفت وتيرة الإنتاج الكثيف للطائرة لتلبية احتياجات قواتها الجوية والطلبات الخارجية، بالتوازي مع المضي قدمًا في برنامج إنتاج منظومة “إس-500” الدفاعية، التي توصف بقدرتها على اعتراض الأقمار الصناعية والتصدي للصواريخ الفرط-صوتية.

الرهان الجزائري على توطين جزء من إنتاج أو تركيب “سوخوي 57″، إن تحقق، سيكون خطوة نوعية في مسار التصنيع العسكري المحلي، لأنه يتيح للمهندسين والخبراء الجزائريين فرصة الاحتكاك المباشر بتقنية من أكثر تقنيات الطيران العسكري تعقيدًا. كما أن ذلك سيعزز من عمق الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وروسيا، ويفتح الباب أمام مشاريع أخرى في مجال الصناعات الدفاعية الحساسة.

بهذا التوجه، ترسم الجزائر ملامح مرحلة جديدة في سياستها الدفاعية، تتجاوز فيها دور “المستورد” إلى دور “الشريك الصناعي”، وهو ما سيمنحها مكانة إقليمية أكبر في مجال التسلح والتكنولوجيا العسكرية المتطورة.