الجزائر تدعم سياج حدودها مع المغرب
الجزائر تقوم بأشغال تدعيم الحدود مع المغرب ببناء سياج سلكي أعلى مما كان عليه في السابق، يمنع أي إمكانية للتسلق والدخول إلى الأراضي الجزائرية بطرق غير شرعية. يأتي هذا الحدث مباشرة بعد التفسيرات الخاطئة لرسالة تعزية الرئيس تبون للملك محمد السادس إثر وفاة والده. انطلق العنان مباشرة لأزلام المخزن، وبإيعاز من المخابرات، في إعطاء تفسيرات خاطئة لبيان التعزية الإنساني المحض، والذي لا علاقة له بالسياسة ولا بفتح الحدود.
الحدود الجزائرية ستبقى مغلقة إلى يوم الدين لأسباب كثيرة، وأهمها بروز تيارات سياسية ومخابراتية تطعن في الحدود بين البلدين بصفة مستمرة، وترسم كل يوم خريطة لبلد وهمي لا وجود له إلا في مخيلاتهم. هذا يعتبر تهديدًا مباشرًا ومستمرًا لأمن الجزائر والدول الجارة للمغرب. هذا البلد الذي لا يحترم القانون الدولي، ولا يحترم الخرائط التي قدمها هو بنفسه للأمم المتحدة إثر حصوله على استقلاله، والتي لا تتضمن الصحراء الغربية التي احتلها سنة 1975. في كل مرة يأتي من يحاول الطعن في حدود دول الجوار: الجزائر، الصحراء الغربية، موريتانيا، السنغال، ودول أخرى، مما يعطي صفة النظام التوسعي على المغرب ويدخله في خانة اللا دولة.
تدعيم سياج الحدود من الجانب الجزائري رسالة سياسية واضحة، مفادها أن الحدود تبقى مغلقة ولا حديث عن إعادة فتحها أمام بلد لا يقيم أي وزن للقانون الدولي. يظهر لنا من حين لآخر بعض سياسييه يطالبون حتى بالحرب وكأن الحرب لعبة “بلايستيشن”، خاصة عند الجهلة المتأسلمين، ويتحدثون وكأن المغرب لن يصيبه الأذى في حالة اندلاع حرب. لا يتذكرون ما أصابه سنة 1963 عندما جربوا اعتداءهم على الجزائر. أتذكر ما كتبه في مذكراته المقدم الطيار الطاهر بوزغوب عن هذه الحادثة، حيث تفاجأ المغرب عند علمه بامتلاك الجزائر لطائرات حربية من نوع ميغ 15، وحلقت بعضها على الشريط الحدودي سنة 1963 وأرعبت المغرب، الذي لم يكن يعلم أن للجزائر سربًا من الطائرات الحربية وطيارين بارعين تم تكوينهم خلال فترة حرب التحرير في الصين، سوريا، الاتحاد السوفييتي. دخلوا بطائراتهم يوم 2 نوفمبر 1962 للعاصمة الجزائر ليكونوا جاهزين للدفاع عن الجزائر، وهكذا تفاجأ المغرب بوجود محاربي السماء عندما حاول الاعتداء على الجزائر.
الفكر العدواني عند المغرب ليس جديدًا، وهو مستدام ويتحين أي فرصة لتنفيذ مخططاته. في كل مناسبة، يطل بعض المرضى السذج منهم ليعيدوا رسم الخرائط على أهوائهم، دون أن يكترثوا بأن هذه تعتبر عمليات عدائية ضد دولة مستقلة وكاملة السيادة، ونالت استقلالها بدماء شهدائها الأبرار.
الجيش الجزائري، الذي لم يكن منظمًا سنة 1963، أبلى البلاء الحسن ودخل في عمق التراب المغربي لأكثر من 20 كلم، مما أدى بالملك الحسن الثاني إلى طلب وقف القتال والتفاوض وإنهاء الحرب التي بدأها وخسرها.
الحدود يتم تدعيمها لأننا نرى من حين لآخر محاولات لاختراقها جماعيًا لخلق أزمة للجزائر. هذا أمر يهدد أمن البلد، ووجب على السلطات تأمين حدودنا كما وجب عليها منع أي مواطن مغربي لا يؤمن بالحدود الحالية، ومنهم جماعة حزب الاستقلال، من دخول الأراضي الجزائرية إلى الأبد، سواء كان وزيرًا أو مناضلًا بسيطًا.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…