‫الرئيسية‬ الأولى الجزائر شماعة المخزن لإخفاء انتفاضة شباب المروك!
الأولى - الوطني - مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

الجزائر شماعة المخزن لإخفاء انتفاضة شباب المروك!

الجزائر شماعة المخزن لإخفاء انتفاضة شباب المروك!
منذ أيام، اندلعت في مختلف مدن المروك مظاهرات غير مسبوقة قادها شباب ناقم على أوضاعه الاجتماعية والسياسية. وقد تخللتها مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، رافقها قمع دموي خلّف مئات الجرحى وعددًا من القتلى. ورغم اتساع رقعة الاحتجاجات والانتشار الهائل عبر جغرافية المروك، اختارت وسائل الإعلام المخزنية وأبواقها على شبكات التواصل الاجتماعي التغطية على حقيقة ما يحدث، بتكرار الأسطوانة المشروخة نفسها: اتهام الجزائر. بل إنهم ذهبوا أبعد من ذلك، وبدأوا يروجون لإشاعات عن انتقال المظاهرات إلى الجزائر، فقط ليمنحوا للمخزن الفاسد لحظة راحة وهمية.

منذ أكثر من أربع سنوات، فتح المخزن حربًا إعلامية قذرة ضد الجزائر، تموّلها وتديرها المخابرات المروكية. وقد سخّر لها أشخاصًا يقدمون أنفسهم بصفات “أكاديمية” و”علمية” لا صلة لهم بها، وشاركهم في المهمة ذاتها مجموعة من الجزائريين المتواطئين في الخارج، موزعين بين لندن وباريس وكندا ووجدة. هؤلاء الذين يمكن وصفهم بـ”الحركى 2.0″ خانوا وطنهم، وخيانتهم لا تقل خطورة عن خيانة الحركى إبان ثورة التحرير، بل تستوجب محاسبة تاريخية.

طوال هذه السنوات، انهالت الأكاذيب عن الجزائر: تاريخها القديم والحديث، قادتها المدنيين والعسكريين، بل وحتى حياتها السياسية اليومية. بعض هذه الأكاذيب تحوّل إلى مواد درامية ومسلسلات رمضانية، فيما صار الشعب المروكي يتابع خطابات الرئيس تبون أكثر من الجزائريين أنفسهم. ولعل أوضح مثال ما حدث حين تابع أكثر من 14 مليون مروكي أحد لقاءاته مع الإعلام الوطني، متجاوزين في العدد الجزائريين أنفسهم، وهو ما أثار استغراب مسؤولين أمريكيين بارزين.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحوّل إلى هوس سياسي. ففي حين يجهل المواطن الجزائري أسماء كثير من المسؤولين المحليين، يحفظ المروكيون أسماء المسؤولين الجزائريين ويتابعون كل صغيرة وكبيرة تخصهم، وهو أمر لم يأتِ من فراغ، بل من توجيه سياسي متعمد في ظل غياب أصوات مروكية حقيقية تخاطب الشعب المقهور.

حين غاب الرئيس تبون ثمانية عشر يومًا في عطلته الصيفية، خرج هاشتاغ “أين تبون؟” ليتصدر مواقع التواصل في المروك، وشارك فيه أكثر من 12 مليون مروكي. مأساة حقيقية: شعب يتابع أخبار رئيس بلد ليس ببلده، في وقت يخشى فيه مجرد طرح أبسط الأسئلة عن ملكه، عن صحته، أو عن مكان وجوده وأسرته. أسئلة من هذا النوع في المروك تدخل في دائرة المحرمات، وقد تجر صاحبها إلى السجن.

وهكذا انقلب السحر على الساحر. فالمخزن الذي خطط طويلاً لإدخال الجزائر في دوامة عدم الاستقرار، وجد نفسه عالقًا في فخ صنعه بيديه. اتهام الجزائر اليوم ما هو إلا دليل إضافي على الحقد الأعمى والعجز السياسي الذي يسكن حكام المروك.

الجزائريون الذين تصدوا لهذه الحملات المروكية فعلوا ذلك بغيرتهم الوطنية وحدها، ودون أي دعم من السلطات. ومع ذلك، تمكنوا من مواجهة آلة دعائية ضخمة يديرها الحموشي منذ أربع سنوات، وما زالت مستمرة. لقد أثبتوا أن الجزائر أكبر من أن تنال منها تلك الحملات، وأن التاريخ لن يكتب يومًا أن المروك خدش الجزائر، لأن الجزائر محمية بشعبها وتاريخها ومقاومتها.

الجزائر ليست مملكة يخاف ملكها على عرشه من شعبه، ولا بلدًا تحرس أمه وليًا للعهد خشية أن يُسلب منه، ولا دولة يسيطر عليها مئات الجنرالات الناهبين لخيراتها. الجزائر جمهورية، يحكمها أبناؤها، رئيسها موظف عند شعبه، يخضع لعهدة انتخابية محددة، ويحاسب إن أخطأ. مسؤولوها يتقاضون أجورًا معروفة، ومن يفسد يُقال، ومن يخالف القانون يُقدّم للعدالة.

أما جيشها، فهو جيش جمهوري يتغير قادته دوريًا كأي جيش محترم في العالم، جيش لا ينحني لتقبيل أيادي الملوك والأمراء، بل يحمي وطنه بشرف.

المملكة المروكية، هذه المهزلة السياسية التي أعلنت حربًا إعلامية على الجزائر، تكشف في حقيقتها عن حكام صبيانيين يجهلون أن للجزائر ربًا يحميها وشعبًا يصونها. ومهما اشتدت دعايتهم، فلن يتمكنوا من تغيير هذه الحقيقة: الجزائر راسخة، والمروك غارق في أوهامه.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…