الجزائر في مرمى حرب غير معلنة
أصبح الحجز اليومي لكميات كبيرة من المؤثرات العقلية ظاهرة متكررة ومقلقة في الجزائر. تكشف عمليات الأمن الوطني والدرك باستمرار عن شحنات ضخمة تستهدف الشباب بشكل خاص، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الانتشار الواسع. الكميات الكبيرة التي يتم ضبطها توحي بوجود مخطط منظم تديره جهات خفية تهدف إلى تدمير قدرات الشباب في الجزائر.
استهداف الفئة الشابة من خلال إغراق السوق بالمؤثرات العقلية لا يبدو عشوائيًا، بل يُعتقد أنه جزء من خطة خبيثة تقودها جهات خارجية. من المحتمل أن تكون هذه الجهات مرتبطة بمخابر وشركات تسعى لتحقيق أرباح طائلة على حساب صحة الشباب ومستقبلهم. الأخطر من ذلك هو أن هذه الأطراف تستخدم المؤثرات العقلية كأداة في حرب غير معلنة تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع الجزائري وتحطيم أي طاقات شبابية واعدة.
الفريق السعيد شنقريحة، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، كان من بين أوائل المسؤولين الذين حذروا بوضوح من هذا الخطر. وصف الوضع بأنه “حرب” على العقول الشابة، مشيرًا إلى أن الأمر يتجاوز مجرد تجارة غير شرعية، ليصبح تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني والاجتماعي. وأكد أن استهداف الشباب هو جزء من استراتيجية مدروسة تهدد استقرار البلاد ومستقبلها، مشددًا على أن مواجهتها باتت ضرورة وطنية.
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بمختلف فروعها في كشف الشبكات الإجرامية وتفكيكها، إلا أن الجانب الأمني وحده لا يكفي لمواجهة هذا الخطر. تحتاج السلطات إلى تشديد العقوبات ضد المتورطين في تجارة وترويج المؤثرات العقلية. وقد يكون من الضروري إعادة تفعيل عقوبة الإعدام ضد من يتورط في هذه الجرائم، لأنها لا تقل خطورة عن الجرائم الكبرى التي تهدد سلامة المجتمع. تفعيل هذه العقوبة سيبعث برسالة قوية إلى كل من يشارك في هذه الأنشطة الإجرامية، ويظهر أن الدولة عازمة على حماية مستقبل شبابها بكل الوسائل الممكنة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …