الجزائر.. مركز الدبلوماسية العالمية
في الفترة الأخيرة، استقبلت الجزائر شخصيات دولية بارزة، مما يعكس دورها المتزايد كمركز دبلوماسي في العالم. رئيس مجلس الدوما الروسي زار الجزائر للتباحث مع زملائه في البرلمان والسلطات الجزائرية لتعميق العلاقات الروسية-الجزائرية التي تعتبر شراكة استراتيجية متقدمة جداً. وفي الأسبوع نفسه، زار الجنرال الأمريكي المسؤول عن قوات “أفريكوم” الجزائر، حيث التقى بالرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة. خلال زيارته، أشار الجنرال الأمريكي إلى دور الجزائر المحوري في شمال إفريقيا وجنوب المتوسط كعامل استقرار أمني مهم جداً، وهو اعتراف صريح بدور الجزائر في عالم متحرك وخطير.
الجزائر تستقبل الأمريكيين والروس والصينيين والأوروبيين، ما يعكس دورها التاريخي كمركز للقاءات والتفاوض حول القضايا العالمية الكبرى. تتذكر الولايات المتحدة الدور الذي لعبته الجزائر في دعم المعارضة الأمريكية مثل حركة “بلاك بانثرز” والحزب الشيوعي الأمريكي، وكذلك دعمها لحركات التحرر العالمية مثل حركة تحرير إريتيريا وحركة تحرير إقليم ظفار ومنظمات تحررية إفريقية وعالمية.
كانت الجزائر تُعرف بـ “مكة الثوار”، حيث احتضنت قادة حركات التحرر مثل الزعيم الإفريقي أميلكار كابرال، الذي أطلق هذا الوصف على الجزائر. ومازال هذا التراث النضالي الثوري مؤثراً لدى العديد من المثقفين والقادة الأفارقة، مثل الراحل توماس سانكرا، رئيس بوركينا فاسو الأسبق، وصامورة ماشيل، رئيس موزمبيق الأسبق، ونيلسون مانديلا، الذي تدرب في جبال الجزائر خلال فترة الحرب التحريرية.
تاريخ الجزائر يعزز دورها المحوري في العالم المعاصر، حيث كانت دائماً مزاراً للثوار والمقاومين. حتى موويز تشومبي الكونغولي، الذي انقلب على المناضل باتريس لومومبا وقتله بإيعاز من المخابرات الأمريكية والبلجيكية، وجد مصيره في الجزائر بعدما تم إسقاط طائرته وسجنه هناك حتى وفاته.
هذا التراث النضالي التاريخي يثبت الدور المحوري للجزائر عبر التاريخ، ويعود اليوم بفضل نصائح المراكز الفكرية الأمريكية التي أوصت إدارة البيت الأبيض بالاقتراب من الجزائر وربط علاقات قوية معها نظراً لدورها الاستراتيجي في القضايا العالمية والإقليمية. هذا ما نراه اليوم في تحركات ونشاط سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية.
الجزائر لم تكن يوماً خارج حركة التاريخ إلا في فترات الوهن والتخاذل، ومع استعادة ثقتها بقدراتها، تعود اليوم لتلعب دوراً محورياً في السياسة العالمية.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…