‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات الجزائر من ترفض التعامل مع المغرب وليس العكس
مقالات - 14 يونيو، 2024

الجزائر من ترفض التعامل مع المغرب وليس العكس

الاعلام المغربي
شاهدت مؤخرًا برنامجا على قناة مغربية يناقش إقالة السفير الجزائري في مصر، حيث طرحت القناة أسئلة غريبة لا يمكن أن يطرحها حتى غير المتخصصين، فما بالك بإعلامي في قناة رسمية. تساءلت القناة عن كيفية تعامل المغرب مع نظام أقال سفيره بسرعة، وخلصت إلى استنتاجات غير منطقية حول استقرار النظام الجزائري. من هذا المنطلق، يبدو أنه من الضروري تقديم بعض الأساسيات لهذه القناة.

عند التساؤل عن كيفية تعامل المغرب مع النظام الجزائري، يبدو أن الإعلام المغربي يجهل أو يتجاهل أن الجزائر قد قطعت علاقاتها مع المغرب منذ سنوات. الجزائر هي التي ترفض استمرار العلاقات مع نظام يعاني من تخلف شديد في المنطقة. لا داعي للإعلام المغربي لطرح أسئلة حول هذا الموضوع، بل يكفي الرجوع إلى قرار قطع العلاقات لفهم الأسباب والدوافع.

الجزائر أغلقت الحدود بعد أن اتُهمت زورًا بالتورط في تفجير إرهابي وقع في مراكش. وعلى الرغم من سنوات المحاكمة، لم تستطع العدالة المغربية إثبات أي تورط للجزائر، ولم يتم تقديم أي اعتذار. بدلاً من ذلك، تستمر السلطات المغربية في تحميل الجزائر مسؤولية إغلاق الحدود، مما يعزز حق الجزائر في موقفها.

الإعلام المغربي يواصل تكرار نفس الأسئلة والتهم دون الاستناد إلى حقائق واضحة أو موثوقة. ينبغي على الصحافة المغربية أن تدرك أن الجزائر ترفض التعامل مع نظام يعتبر الأكثر تخلفًا في المنطقة. الجزائر لعبت دورًا في استقرار المغرب عبر رفض الرئيس هواري بومدين دعم محاولة انقلاب الجنرال الدليمي ضد الملك الحسن الثاني، وهذا جزء من التاريخ الذي يتجاهله الإعلام المغربي.

الصحفي المغربي يبدو أنه يكتب ما يمليه عليه المخزن والمخابرات دون البحث والتحقيق، رغم توافر الإنترنت والوصول إلى مصادر المعلومات. الأمم المتحدة أصدرت توصية عام 1966 حول تقرير مصير الشعب الصحراوي، ومحكمة العدل الدولية في عام 1975 أكدت أن المغرب لم يكن له أي سيادة على الصحراء الغربية. هذه الحقائق موثقة ويمكن لأي صحفي مطلع الوصول إليها.

الجزائر ليست نظامًا ملكيًا ينتظر وريثًا للحكم، بل هي جمهورية تعتمد على كفاءات وإطارات متعددة. النظام الجمهوري في الجزائر يتمتع بالديناميكية والمرونة في تغيير القيادات، على عكس النظام المغربي الذي يعتمد على الملكية.

ختامًا، على الإعلام المغربي التوقف عن نشر الكراهية والمعلومات المغلوطة، والكف عن زج الشعب المغربي في صراعات لا طائل منها مع الجزائر.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ببروكسل مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…