الحرب على الأبواب: تصعيد خطير في الشرق الأوسط
تصريح حسن نصر الله، زعيم حزب الله، يؤكد أن الرد على جريمة اغتيال إسماعيل هنية وقادة من حزب الله على يد إسرائيل قادم دون شك. نصر الله ترك الغموض يكتنف تفاصيل المواجهة، سواء من حيث الجبهة التي ستشتعل أو توقيت الضربة، مشيرًا إلى أن الرد قد يكون على جميع جبهات المقاومة أو جبهة واحدة.
في نفس الوقت، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، يتواجد في طهران، حيث يقوم الطيران الروسي بنقل العتاد العسكري إلى إيران. من بين المعدات التي تلقتها إيران نظام الدفاع الجوي الحديث “S-400” المطور، بهدف حماية العاصمة طهران والأماكن الحساسة من القصف الإسرائيلي المحتمل.
إيران وحلفاؤها في محور المقاومة يخططون ويرسمون سيناريوهات الرد على إسرائيل لتأديبها على اغتيال قياداتهم بدعم أمريكي، ولتوجيه رسالة قوية بعد الهجوم الذي طال العاصمة الإيرانية طهران واغتيال ضيف رسمي كان في زيارة لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
روسيا، من جهتها، تحث إيران على ضبط النفس وتجنب إصابة المدنيين في الرد المنتظر، في حين تواصل الولايات المتحدة الترويج لأكاذيبها المعتادة، مدعية أنها في خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، فإنها تستعد بكل وسائلها وأساطيلها للرد على إيران في حال توجيهها ضربة إلى إسرائيل، مما يؤكد أن أمريكا تخضع لإرادة إسرائيل وليس العكس.
الرد الإيراني ورد حزب الله أصبح شبه مؤكد، لكن تفاصيله لا تزال غير معروفة؛ هل سيكون ردًا مدمّرًا أم تحذيريًا كما حدث في الماضي؟ الرئيس الإيراني صرح بأن الرد سيكون داميًا لغسل العار، والتحضيرات العسكرية تجري على قدم وساق. حتى كوريا الشمالية حذرت الغرب وأعلنت دعمها لإيران، مشيرة إلى إمكانية تزويدها بالسلاح النووي.
الكواليس الدبلوماسية مشتعلة منذ اغتيال هنية، في محاولة لتفادي التصعيد في وقت تمر فيه الولايات المتحدة بأزمة سياسية واقتصادية خانقة، حيث تخشى من اشتعال الجبهة الشرق أوسطية والدخول في مواجهة عسكرية شاملة. فالخسائر البشرية، مثل مقتل جندي أمريكي واحد، قد تقلب المشهد السياسي الداخلي في أمريكا، خاصة في ظل الحملة الانتخابية غير المحسومة لصالح البيت الأبيض حتى الآن.
الدعم الأمريكي لإسرائيل لا مثيل له في التاريخ، ومع ذلك تصرخ أمريكا في وجه من يدعم إيران، وكأنها هي الوحيدة التي يحق لها تشكيل تحالفات ودعم حلفائها. هذا الموقف يعكس عنجهية لا مثيل لها، مثلما تفعله مع روسيا التي تواجه تحالفًا دوليًا يضم 50 دولة تحاربها، بينما ترفض أمريكا أي تحالف تقوم به روسيا مع دول صديقة.
العالم الذي تطمح إليه الشعوب المقهورة لا يزال بعيد المنال، وبناؤه يتطلب المزيد من الجهد والصبر. الخروج من نظام أحادي القطب الذي يقرر من هو الظالم ومن هو المظلوم وفقًا لقواعد يضعها الغرب دون اعتبار لوجهات نظر الأطراف الأخرى، هو التحدي الأكبر أمام الجميع.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…