‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الجزائرية
الافتتاحية - 19 نوفمبر، 2024

الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الجزائرية

الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الجزائرية
تشهد الدبلوماسية الجزائرية مرحلة جديدة من التحولات الجوهرية تحت قيادة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف. التعيينات الأخيرة، مثل تعيين السيدة سلمة بختة منصوري كاتبة دولة للشؤون الإفريقية، والسيد سفيان شايب كاتب دولة للجالية الوطنية بالخارج، تسلط الضوء على محوريْن أساسيين في السياسة الخارجية الجزائرية: تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وتعميق الارتباط بالجالية الجزائرية في الخارج.

خلال مراسم استلام المهام، أكد الوزير أحمد عطاف أن الجزائر ستواصل تعزيز مكانتها في إفريقيا، لتلعب دورًا محوريًا في القضايا التي تهم القارة، لا سيما في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة الساحل. هذا التوجه يعكس أهمية البعد الإفريقي في السياسة الخارجية الجزائرية، حيث يعتبر ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإقليمية والدولية للبلاد.

من خلال تعيين كاتبة دولة للشؤون الإفريقية، تؤكد الجزائر التزامها بتوطيد علاقاتها مع دول القارة. لقد كانت إفريقيا محورًا استراتيجيًا للسياسة الجزائرية، بالنظر إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة. الجزائر تعمل على دعم الأمن والاستقرار وتعزيز السلم الاجتماعي، من خلال التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، والتكامل الاقتصادي، ودعم قضايا الشعوب المستعمرة. كما تسعى الجزائر إلى توحيد الصفوف الإفريقية لمواجهة التحديات المشتركة، مما يعكس دورها الريادي داخل الاتحاد الإفريقي.

أما فيما يخص الجالية الوطنية بالخارج، فإن تعيين كاتب دولة مكلف بهذا الملف يعكس أهمية الجزائريين المقيمين في المهجر. هؤلاء ليسوا مجرد أفراد بعيدين عن وطنهم، بل هم جزء من المشروع الوطني، يمتلكون طاقات وخبرات يمكن أن تسهم في تعزيز مكانة الجزائر دوليًا. عبر استراتيجيات تركز على تعزيز الروابط مع الجالية، تعمل الجزائر على إشراكهم في التنمية الوطنية، وفتح قنوات للتواصل مع الأجيال الشابة لزيادة وعيهم بالقضايا الوطنية.

في ظل عهدة الرئيس عبد المجيد تبون الثانية، تؤكد الجزائر التزامها بدعم القضايا العادلة عالميًا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعوب في تقرير المصير. مع تصاعد التحديات الأمنية والتحولات في ميزان القوى الدولية، تسعى الجزائر إلى الاستفادة من مكانتها القوية في إفريقيا ومناصرتها لحقوق الإنسان وقضايا التحرر.

التعيينات الأخيرة تعكس رؤية شاملة للدبلوماسية الجزائرية، التي تتجاوز تعزيز العلاقات الإفريقية إلى إشراك الجالية الوطنية بالخارج. الجزائر، بفضل قيادتها الحالية، تطمح إلى استغلال هذه الفرص لتعزيز مكانتها الدولية، بما يتماشى مع قيمها الوطنية وثوابتها الخارجية. وبرغم التحديات المستقبلية، تظل الجزائر مؤهلة لتحقيق أهدافها الدبلوماسية، لتبقى دولة محورية في القضايا الإقليمية والدولية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…