الرئيس تبون يأمر برفع الأجور ومنحة البطالة وتسريع مشروع غار جبيلات

الرئيس تبون يأمر برفع الأجور ومنحة البطالة وتسريع مشروع غارا جبيلات

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني، اجتماعًا لمجلس الوزراء خُصص لعرض ومناقشة عدد من الملفات الحيوية المتعلقة بالتنمية الوطنية، حيث شمل جدول الأعمال دراسة مشاريع تتعلق بترقية مقاطعات إدارية إلى ولايات كاملة الصلاحيات، وتقييم تقدم أشغال إنجاز منجم غارا ـ جبيلات والمشروع المنجمي للسكة الحديدية الرابط بين تندوف وبشار، إلى جانب مشروع إنجاز مستشفى جامعي جديد بقسنطينة بسعة 500 سرير، وكذا صفقة اقتناء تجهيزات خاصة لفائدة مؤسسة دعم تطوير الرقمنة. وجاء الاجتماع عقب عرض شامل قدمه الوزير الأول حول نشاط الحكومة خلال الأسبوعين الأخيرين، وفتح المجال لمناقشات موسعة بين أعضاء الحكومة قبل أن يقدم رئيس الجمهورية حزمة من التعليمات والتوجيهات التي تعكس حرصه على تسريع وتيرة الإنجاز والتحكم في الملفات الحساسة المرتبطة بمعيشة المواطنين ومشاريع الدولة الاستراتيجية.

وفي سياق توجيهاته العامة، أمر الرئيس تبون بفتح تحقيق فوري ودقيق حول أسباب اندلاع الحرائق التي شهدتها عدة ولايات في توقيت واحد نهاية الأسبوع المنصرم، وذلك بهدف تحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث. كما كلف وزير المالية بالشروع في إعداد مشروع مراجعة ورفع الحد الأدنى للأجور، إلى جانب تحضير مشروع رفع منحة البطالة بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة ضمان مراقبة أمنية ونظافية مستمرة ودائمة للساحات والفضاءات العمومية عبر مختلف ولايات الوطن، إضافة إلى إلزام أصحاب المركبات الخاصة والعامة باحترام معايير النظافة على مستوى المدن وخطوط النقل، خصوصًا في الجزائر العاصمة والولايات ذات الطابع السياحي.

وفيما يتعلق بملف ترقية المقاطعات الإدارية، وافق مجلس الوزراء رسميًا على ترقية أحد عشر مقاطعة في الهضاب العليا والجنوب إلى ولايات كاملة الصلاحيات، ويتعلق الأمر بكل من آفلو، بريكة، قصر الشلالة، مسعد، عين وسارة، بوسعادة، الأبيض سيدي الشيخ، القنطرة، بئر العاتر، قصر البخاري والعريشة. وقد أسدى رئيس الجمهورية تعليماته بمباشرة استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة فورًا بالتنسيق مع غرفتي البرلمان، تمهيدًا لتفعيل القرار على أرض الواقع وتعزيز قدرات الدولة في إدارة التنمية المحلية عبر توسيع صلاحيات الولاة وتحسين الخدمة العمومية في هذه المناطق.

أما بخصوص خط السكة الحديدية المنجمية الرابط بين تندوف وبشار، فقد أمر رئيس الجمهورية وزير الأشغال العمومية بتحضير عمليات التدشين خلال شهر جانفي 2026، على أن يتم استغلال الخط رسميًا فور الانتهاء من جميع مراحله التقنية، معتبرًا هذا المشروع “إنجازًا وطنيًا عملاقًا” يفتح الباب أمام عهد اقتصادي جديد بفضل استغلال الثروات المنجمية في عمق الصحراء وربطها بالمراكز الصناعية الشمالية.

وعلى صعيد أشغال منجم غارا ـ جبيلات، أصدر الرئيس تعليمات واضحة بالشروع في الاستخدام والاستغلال المحلي للخام الحديد المستخرج بداية من الثلاثي الأول من سنة 2026، مؤكدًا أن هذا الحدث سيكون الأول من نوعه منذ استقلال الجزائر ويشكل رسالة قوية على توجه جديد يسعى لتعزيز السيادة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل الوطني خارج قطاع المحروقات. ووجه رئيس الجمهورية بمضاعفة الجهود لتسريع وتيرة الإنجاز في هذا المشروع الاستراتيجي، الذي بات في مراحله الأخيرة، ليُستكمل في جميع مقاطعه الإنتاجية بما في ذلك إنشاء مصانع جديدة لمعالجة خام الحديد في ولايات تندوف وبشار والنعامة. كما شدد على ضرورة أن تصل أول شحنة من خام الحديد عبر خط السكك الحديدية باتجاه مركب طوسيالي للحديد في وهران بداية من سنة 2026، كخطوة أولى نحو تقليص فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي المرحلي من هذه المادة الأساسية.

وخلال الاجتماع نفسه، وافق مجلس الوزراء على مشروع إنجاز مستشفى جامعي جديد بقسنطينة بسعة 500 سرير، وهو مشروع من شأنه تعزيز القدرات الصحية في عاصمة الشرق الجزائري، وتخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية القائمة. كما صادق المجلس على صفقة اقتناء تجهيزات خاصة لفائدة مؤسسة دعم تطوير الرقمنة، في إطار مواصلة جهود تحديث المرافق العمومية وترقية الخدمات الرقمية. وفي ختام الاجتماع، تمت المصادقة على مجموعة من المراسيم والقرارات الفردية التي تضمنت تعيينات وإنهاء مهام في مناصب عليا عبر مؤسسات الدولة، بما يتماشى مع متطلبات تسيير المرفق العام وتحقيق النجاعة الإدارية.