الرئيس تبون يستقبل السفير الجديد للاتحاد الأوروبي في الجزائر: اتفاق الشراكة في قلب المحادثات
استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السفير الجديد لبعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، دييغو ميادّو باسكوا. جاء هذا اللقاء بعد تولي باسكوا منصبه خلفاً لتوماس إكيرت، الذي انتهت ولايته في سبتمبر الماضي. وفي تصريحاته بعد تقديم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية، أكد السفير الأوروبي أن “الجزائر شريك مميز، أساسي ومحوري للاتحاد الأوروبي”.
وأضاف باسكوا: “نحن ندرك أن مصائرنا مترابطة، ونتطلع إلى مواصلة العمل المشترك وضمان تكامل الاقتصادين الجزائري والأوروبي، مع استمرار الحوار السياسي بيننا”. كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون بين الجانبين، في إطار التضامن الأوروبي مع الجزائر، مشيراً إلى أنها “شريك استراتيجي وهام لأوروبا”.
في حديثه عن تفاصيل لقائه مع الرئيس تبون، أوضح باسكوا أن النقاش تطرق إلى العلاقات الجزائرية-الأوروبية، التي وصفها بأنها “غنية ومكثفة ومتنوعة”، مشيراً إلى حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة. وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً “مسألة تدفقات الهجرة والقضايا الجيوسياسية، وخاصة في إفريقيا ومنطقة الساحل”، واصفاً الجزائر بأنها “قوة إقليمية”.
كما أكد السفير أنه تم التطرق خلال المحادثات إلى اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وبحث سبل تعزيز العلاقات القوية بين الطرفين. ورغم ذلك، لم يكشف باسكوا عن تفاصيل إضافية حول الاتفاقية، التي تطالب الجزائر بمراجعتها منذ فترة طويلة، باعتبارها موجهة أكثر لصالح الاتحاد الأوروبي، وفقاً للسلطات الجزائرية.
الرئيس تبون كان قد أشار في حوار سابق مع الصحفيين إلى ضرورة “مراجعة اتفاق الشراكة في عام 2025″، مؤكداً أن “هذه المراجعة ستتم بشكل سلس وفي إطار ودي، بعيداً عن أي نزاع”. ولفت إلى أن الاتفاق أُبرم في فترة كانت الجزائر مختلفة عن وضعها الحالي. “في ذلك الوقت، لم يكن القطاع الصناعي يمثل سوى 3% من الناتج الوطني، وكانت الجزائر تستورد المنتجات الزراعية دون أن تصدّر أي شيء”، مضيفاً أن الظروف تغيرت الآن، حيث أصبحت الجزائر قادرة على الإنتاج والتصدير في مختلف القطاعات، بما في ذلك المنتجات المصنعة والأجهزة الكهربائية.
من جانبه، تناول وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الموضوع في الثامن من أكتوبر، موضحاً أن الجزائر تسعى إلى شراكة تحترم مبدأ توازن المصالح بين الطرفين. وأكد أن الجزائر ترغب في اتفاق يدعم جهودها في التنمية الاقتصادية “دون أي قيود أو شروط أو عوائق”.
في ظل إصرار الجزائر على إعادة النظر في الاتفاقية، لم يصدر عن الاتحاد الأوروبي أي تعليق رسمي حتى الآن. ومع ذلك، شدد السفير باسكوا في رسالة نُشرت على الموقع الرسمي للبعثة الأوروبية في الجزائر على أن “الاتفاقية، منذ دخولها حيز التنفيذ في 2005، عززت التعاون بين الجانبين، وأتاحت بناء شراكة تشمل العديد من جوانب الحياة اليومية، مثل العدالة، التوظيف، الطاقة، التراث، والمالية”. وأكد أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم الجزائر في مسيرتها الإصلاحية وعملية التطوير والتحديث.
هذه المحادثات تأتي في وقت تتطلع فيه الجزائر إلى تعزيز مكانتها كشريك أساسي في المنطقة، حيث تسعى إلى إعادة صياغة شروط التعاون مع الاتحاد الأوروبي، بما يتناسب مع تطوراتها الاقتصادية والطموحات التنموية التي تحملها في المرحلة القادمة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…