‫الرئيسية‬ في الواجهة فنون وثقافة الشاعرة نادية نواصر لـ “المؤشر”: “أمجد الثورة الجزائرية وأبطالها وكل قضايا الإنسان المصيرية”
فنون وثقافة - 29 يونيو، 2024

الشاعرة نادية نواصر لـ “المؤشر”: “أمجد الثورة الجزائرية وأبطالها وكل قضايا الإنسان المصيرية”

الشاعرة نادية نواصر
تخصص الشاعرة نادية نواصر مساحة واسعة من مخيالها الشعري لتمجيد الثورة الجزائرية والتغني بتضحيات رجالها ونسائها الأبطال. وهي صاحبة الرقم القياسي في المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث دخلت الصالون في الطبعة السابقة بـ20 عنواناً، وهو رقم لم يسبق تحقيقه في أي معرض حتى الآن في الوطن العربي وربما في العالم كله. فيما شاركت في العام الأسبق بـ 10 عناوين تتراوح بين الشعر والنقد.

تضحي بعطلها وساعات نومها لتكتب الشعر بشراهة ونهم، للجزائر وعنها، للإنسان وعنه، للجمال وعنه. في القصة والنقد والشعر، منها: رسائل إلى العربي بن مهيدي، رسائل إلى جميلة بوحيرد، رسائل ما بعد الساعة الصفر، معارج العشق، مينيرفا، امرأة من عنب، رسائل ثورية إلى نيلسون مانديلا، جنون الساكسو، زهرة الأوركيدا، في المدار الشهي، قراءة بلا سواحل في أشعار الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، مات مظفر، سوناتا، نزف الصلصال، شهقة طين وعلى كف معناي. قائلة عن نفسها: “لا أستطيع أن أكون أنثى إلا داخل مدار الكتابة هذا العالم العصي الشهي، المليء بالورود والأشواك والصراعات”.

وتردف: “كتبت للحب، للوطن، للأرض، للإنسان. كتبت عن الزعماء والمناضلين والشهداء، الجزائريين والعالميين، أمثال جميلة بوحيرد وتشي غيفارا ونيلسون مانديلا ومظفر النواب، والعربي بن مهيدي. وتناولت القصة وقيم الإنسان وعنونت قصتي بـ ‘قهوة القاضي’، كما تناولت النقد في أشعار الشاعرة الكويتية الكبيرة سعاد الصباح. الكتابة أنثى إذا أخلصت لها أعطتك كل شيء: قلبها وروحها ووفاءها، وأنا أخلصت للكتابة فأعطتني رقمها السري، وأعطتني ثمارها. صحيح دفعت ضريبة الشهرة والنجاح، إلا أنني صرخت في عواء الرياح ‘لا تسرقوا الغصن الأخضر من يدي’.”

يقول باديس قدارة: “نادية نواصر الشعر عندها كالماء”، وتعلق هي: “الكتابة عندي هي الماء والهواء والرغيف، هي الذات الحالمة في سماء يقينها بحثاً عن حقيقة الإنسانية ونبض الأرض وشهوة الطين. إنني أكتب لأن الأرض ضيقة وأحلامي كمواطنة عربية واسعة وجنونية. وحين كثرت حروب العالم العربي ونزف صلصال الأرض، اتخذت من الشعر درعاً يحرك الذات القابعة تحت سقف المذلة. الكتابة بلسم نداوي به ما انكسر على الصعيد الإنساني والاجتماعي والسياسي. ولما تعفنت، اخترت لهذه الذات العاشقة للجمال كونا شعرياً جميلاً وأقمت فيه، لأن الكتابة هي الطبيب المداوي لأمراض لا يستطيع طبيب العيادة أن يعالجها: كالحرب، كموت الضمير، كالوفاء، كالإنسانية وكأمور كثيرة. وبالتالي فإن الكتابة ذهابي في فسحة مشتهاة إلى عوالم ورؤى قد لا يفكر فيها الإنسان العادي. هذه الذات التي توحدت تحت سماء اللغة والمجاز والصورة لتنجب مواثيق من الحب والشعر والتاريخ”.

ويقول د. اليامين التومي عن شعرها الوطني والإنساني: “من أين يأتي هذا الشعور المدمر بعدم الانتماء إلى المكان؟ هذا الأخير يرتبط بحقل دلالي فاجع يستحكم عليه قاموس الانكسار والخذلان والموت والألم والأوجاع. لذلك تقوم الشاعرة بالبحث عن وطن بديل تجده في القصيدة، وتعمل في عمق هذه الشعرية أن تتكنين بعيداً عن الوصف، لأن القصيدة خارج المكان لا تسترزق من الوصف، فالوصف مفهوم متغطرس. أن تصف معناه أنك تلامس وتنظر إلى الأرض، أي أنك تستحوذ على المكان. أما في عالم القصيدة الأنثوية كما مع “نادية نواصر”، نشعر أن المتكلم مجرد من حواسه، تستعبده الفكرة، فيتجرد من حدود الكينونة ومن حدود المكان، لتصبح القصيدة هي الكينونة الوحيدة للمعنى.. بيت المواجع والآلام، إقامة الهلوسات والمنامات، القصيدة بيت لا سقف له سوى الاستعارة والمجاز والإحالات الشعرية المختلفة”.

سيلحن لها الدكتور والفنان التونسي سميح محجوبي “الربيع المؤجل”، القصيدة التي وحدت بها الشاعرة المغرب العربي، حيث أن المؤلفة جزائرية والملحن تونسي والمؤدي الفنان المغربي نور الدين فراح. وقد لحن لها الفنان التونسي الكبير هشام كتاري “قلي شكون حرق بلادي”. وقد تناولت الشاعرة في قصائدها القضايا الوطنية والعربية والاجتماعية والفلسفية وتغنت بكل جرأة بالحب والجنون كما لم تتمكن شاعرة قبلها أن تتغنى بهذه الجرأة والشجاعة.

تعد الشاعرة نادية نواصر ظاهرة شعرية لن يكررها التاريخ في الوطن العربي بل في عالم الإبداع والكتابة. فقد أصدرت أول دواوينها الشعرية في سن الـ17، لتحيا في مدار الشعر وتكتبه وتتنفسه. قال عنها الشاعر العراقي هادي شلال: “أهي حورية الشعر أم جنية من عالم الكتابة؟” وكما قال عنها الإعلامي الأديب والمترجم علاوة وهبي: “إنها تصنف إلى جانب كاتبات عربيات أمثال غادة السمان وكوليت خوري”، ولقبتها الأدبية والإعلامية الدكتورة سليمة مليزي بـ “أفروديت الشعر العربي”، وقال عنها الدكتور والكاتب العالمي أمين الزاوي: “لا عنابة بلا نادية نواصر، إنها تاصية المدينة وحارستها إلى جانب القديس أوغسطين”. وتقول البروفيسور أمينة بلعلى في مقال لها عن الشاعرة: “هنيئاً للمشهد الشعري الجزائري بسيدة المجاز وفائدة قصيدة الشعر إلى الطرف الآخر من جنة الشعر”.

نادية نواصر حاصلة على وسام الأقصى من غزة مؤخراً. نالت لقب شاعرة العرب من رئيس مجمع الفكر العالمي الثقافي. كرمت من طرف الشيخة نوال الصباح. كرمت في جميع ولايات الجزائر، تونس، المغرب، والإمارات. حاصلة على 7 دكتوراه فخرية من مصر، سوريا، والعراق. عينت كسفيرة سلام دولي من منظمة السلام العالمية. كرمت بوسام الأم المثالية من طرف السفيرة المصرية ابتسام الروبي المنظمة الدولية المصرية للسلام. حاصلة على شهادة أوسكار من ملتقى المثقفين العرب للشعر والمقال، وحاصلة على ميدالية شاعر العرب من مجمع الفكر العالمي.

تقول في “غنّ لي وطني في سهوب الرئة”:

زارني في الهزيع الأخير من النبض جاء في شفتيه حريق وفي مقلتيه بريق الليالي الكسيحة هزني من معاني اللغة حين داهمتني في مضيق المصب غنى لي وطني في سهوب الرئة غابة من حنين جرني من فصيح الكلام من صهد القلب من سلسبيل الدناء، الوريد قال يا وطني: الخرائط يجتاحني حدها والذين يجيؤون سراً إلى القلب ليلاً يرشونه بالذبول لكي يصحو الوطن المتثاقل من خلجات انتمائي كي يزهر العشب فوق مدار الرؤى وطني طالع من مجرات روحي وطني وطن أتعبته اللفة نابض طوبه في يدي كالرغيف من جنى من دمي وردة صادف وطني قمراً في يدي وطن للنواعير يعشقه القادمون على ساعد العطش المستميت رفرفت بالسنابل أيامه أرسلت سوسناته فتنتها وانحنت تؤشر لليل عن نجمة صعرت خدها للظلام أتأبط صحوك يا وطني وجعاً من ضلوع انتمائي يراودني ساحل الفجر بين الأنا والأناة صارخة الأرصفة في امتداد المسافة أيها الليل قف أيها القلب لا تندمل، أيها الحب لا تنصهر أيها الوطن المتشامخ لا… لا.. تنكسر…!!! أيها الشعب لا تندثر .. !!! وطني نجمة في الأفق تتحدى على متن فجر الرؤى فارساً كان من أجلها يحترق وأنا امرأة تحترق والقضية تلبسني من بدء صحوي لحد حدود الأرق والآن تشع الدروب الظليلة بالخوف تغزل في النشيد لكي تنطفئ شهب الوقت ينتابك الصبح مغتسلاً بالأغاني الجميلة

آه…..تعبت من المعنى والمبنى يا وطناً تتبدد فيه المعاني الأغاني / الأغاني هيا توحد…. ذب في ملاذ هواك كيما يجمع الحزن أشلاءه فيجيء النشيد لكي يستقي من مرارة ذاك المذاق يوزع فجر الرؤى في المدى والصدى والندى… فزعاً للقتيل الأخير على الخارطة آه….يا وطناً يندمل حبه بين ضلع الحكاية وشطر الرئة….. وكل الذين بعينيك جالوا وصالوا قضوا نحبهم على ساعد الموت ناموا.. قبيل الرحيل لعينيك صلوا صلاة الوداع الأخير


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

“يسطرون” المصرية تصدر عملاً قصصيًا جزائريًا للكاتب زين الدين مرزوقي

أعلنت دار النشر المصرية “يسطرون للنشر” عن إصدار مجموعة قصصية جزائرية في فن الق…