الشلف: الوزير الأول يشرف على إعادة بعث مركب تعليب الأسماك “كابتان”

الشلف: الوزير الأول يشرف على إعادة بعث مركب تعليب الأسماك "كابتان"

شرع الوزير الأول، السيد سيفي غريب، اليوم الخميس، وبتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في زيارة عمل إلى ولاية الشلف، قادته إلى معاينة عدد من المشاريع الاقتصادية والتنموية، وفي مقدمتها المركب الصناعي التجاري “كابتان” (CAPTEN) التابع لمجمع “أغروديف”، والمتخصص في تصنيع وتعليب الأسماك. وتندرج هذه الزيارة في إطار المتابعة الميدانية للمشاريع الصناعية الكبرى التي تشكل أحد محركات التنمية المحلية ودعامات الاقتصاد الوطني.

وخلال وقوفه عند مختلف وحدات المركب الصناعي، استمع الوزير الأول إلى عرض مفصل حول نشاط المصنع وآفاق توسعه المستقبلية، مؤكدًا على ضرورة تسريع عملية إعادة بعث هذه الوحدة الصناعية التي تعد من المشاريع الحيوية بالمنطقة، إلى جانب الإسراع في تنفيذ مشاريع التوسعة المبرمجة قصد تعزيز الإنتاج واستحداث مناصب شغل جديدة لفائدة شباب الولاية. وشدد السيد سيفي غريب على أن “بعث هذه الوحدة لا يجب أن يتأخر”، داعيًا القائمين على المشروع إلى إعداد ورقة طريق واضحة تتضمن آجال التوسعة، والأرصدة المالية المرصودة، وآفاق الشراكة المرتقبة، على أن يتم تقديمها خلال الأسبوع المقبل، بما يسمح بمتابعة دقيقة لتنفيذها ميدانيًا.

وفي حديثه عن وفرة المواد الأولية، ركّز الوزير الأول على أهمية الاعتماد على الموارد المحلية بالدرجة الأولى لضمان استدامة الإنتاج واستقلالية التموين، مع ضرورة استغلال الاتفاقيات التجارية المبرمة مع جمهورية موريتانيا لتأمين جزء من حاجيات المركب من الأسماك الخام، في إطار مقاربة التكامل الاقتصادي بين البلدين.

ويقع مركب “كابتان” ببلدية تنس الساحلية، وهو أصل صناعي مسترجع في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية الرامية إلى إعادة تأهيل وإحياء الأصول الصناعية المصادرة بموجب أحكام قضائية نهائية، والتي كانت متوقفة عن النشاط لسنوات. وقد تم إلحاق هذا المركب بمجمع “أغروديف” في شهر أوت 2024، ضمن استراتيجية وطنية لإعادة بعث القدرات الإنتاجية للمؤسسات الصناعية التي يمكن أن تساهم في الأمن الغذائي الوطني. ويضم المركب أربعة خطوط إنتاج متكاملة: اثنان منها مخصصان لتعليب السردين بطاقة إنتاج تتراوح بين 5 و6 أطنان كل ثماني ساعات، وخطان آخران لتعليب التونة بطاقة إنتاج تتراوح بين 3 و5 أطنان كل ثماني ساعات، ما يجعله من أكبر وحدات التحويل الغذائي المتخصصة في غرب البلاد.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح المكلف بتسيير مديرية الصناعة بولاية الشلف بالنيابة، السيد بن علي بوزيدي، أن إعادة بعث هذا المركب ستشكل دفعة قوية لقطاع الصناعة الغذائية بالولاية، وستساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع القاعدة الإنتاجية خارج قطاع المحروقات. وأشار إلى أن النسيج الصناعي بالولاية يشهد حاليًا حركية ملحوظة ونموًا يفوق 3 بالمائة خلال السنة الجارية مقارنة بعام 2024، وهي مؤشرات إيجابية تعكس نجاعة الإصلاحات الاقتصادية والتحفيزات التي أقرتها الدولة لفائدة المستثمرين.

وأوضح المتحدث أن هذه النتائج تم تحقيقها بفضل الإجراءات التحفيزية التي وضعتها الحكومة لتسهيل إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومرافقة المؤسسات الناشئة، بما في ذلك تسهيل الحصول على العقار الصناعي والاستفادة من آليات التمويل والدعم. وأبرز في هذا الصدد أن عدد المؤسسات النشطة في الولاية بلغ أكثر من 6900 مؤسسة خلال السنة الجارية، تنشط في قطاعات متنوعة تشمل مواد البناء، الصناعات الكيميائية والمطاط والبلاستيك، الصناعة الغذائية، النسيج، الخشب والورق، بالإضافة إلى عشر مؤسسات عمومية اقتصادية تساهم في ديناميكية التنمية المحلية.

وتتوفر ولاية الشلف، وفق المعطيات الرسمية، على ثلاث مناطق صناعية و25 منطقة نشاط اقتصادي، في حين بلغت مساحة العقار الصناعي المسترجع 6.55 هكتارًا موزعة على خمس حصص، تم إدراجها ضمن المنصة الرقمية للمستثمر لتسهيل إجراءات الحصول على العقار الصناعي ومتابعة المشاريع في مختلف مراحلها. ويُنتظر أن يساهم مشروع مركب “كابتان” في رفع القيمة المضافة للمنتجات المحلية وتحسين نسبة الإدماج الوطني في الصناعات التحويلية، إلى جانب خلق فرص استثمار جديدة في سلسلة إنتاج وتوزيع المنتجات البحرية.

وتعكس هذه الزيارة الميدانية للوزير الأول اهتمام الحكومة بتفعيل التوجيهات الرئاسية الخاصة ببعث الأصول الصناعية المجمدة واسترجاعها لصالح الاقتصاد الوطني، في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتثمين الثروات الطبيعية الوطنية. كما تأتي في سياق متابعة برنامج الحكومة الهادف إلى تنويع مصادر النمو، وتشجيع الاستثمار الصناعي المنتج للثروة، وتطوير النسيج الاقتصادي المحلي عبر مختلف ولايات الوطن.