‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات الغرب يتجاهل الدمار في غزة بينما يحمل روسيا مسؤولية دمار أوكرانيا
مقالات - 13 يونيو، 2024

الغرب يتجاهل الدمار في غزة بينما يحمل روسيا مسؤولية دمار أوكرانيا

الغرب يتجاهل الدمار في غزة

بينما يعاني العالم من تداعيات الحرب في أوكرانيا، يبرز التناقض الصارخ في مواقف الدول الغربية تجاه الأزمات العالمية، حيث يتم تحميل روسيا كامل المسؤولية عن الدمار في أوكرانيا، بينما يتم تجاهل الدمار في غزة باعتباره “حقًا إلهيًا” لإسرائيل.

استغلال الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

بدأت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، في البحث عن طرق لاستغلال الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا. في ظل رفض بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل المجر التمادي في استخدام هذه الأصول خوفًا من ردود فعل روسية متبادلة ومن انهيار الثقة في السوق الأوروبية، يتم التوجه نحو فكرة استخدام أرباح الأصول الروسية لدعم أوكرانيا. تُقدر هذه الأرباح بحوالي 3 مليارات دولار لعام 2024، ومن المتوقع إصدار القرار بشأن هذا الاستخدام في بروكسل الشهر المقبل، بالرغم من التحفظات المجرية.

سياسة العقوبات والازدواجية

في سياق متصل، شن وزير خارجية المجر هجومًا على السفير الأمريكي، منتقدًا سياسة الولايات المتحدة التي تدفع أوروبا نحو فرض عقوبات على روسيا، بينما تُضاعف أمريكا من شراء الوقود النووي الروسي لتشغيل محطاتها الكهربائية. يبرز هذا الموقف التناقض الصارخ في السياسات الغربية، حيث تسعى أمريكا لفرض عقوبات على روسيا وتطلب من الدول الأخرى الامتناع عن دعمها، في حين تستفيد اقتصاديًا من تعاملاتها مع موسكو.

التهديدات الروسية

حذرت روسيا من استغلال أصولها المجمدة أو أرباحها، معلنة عن قانون جديد للحجز على الأصول الغربية في روسيا، والتي تصل قيمتها إلى حوالي 290 مليار دولار. هذا التصعيد يعكس تعمق الأزمة ويزيد من التوترات بين روسيا والغرب.

الكيل بمكيالين

الغرب، في تناقض صارخ، يحمل روسيا مسؤولية الدمار في أوكرانيا، لكنه يتجاهل تمامًا الدمار الذي تلحقه إسرائيل بغزة. يتم التعامل مع الدمار في غزة كحق مشروع لإسرائيل دون أي تحمل للمسؤولية أو المساهمة في إعادة الإعمار، في حين يتم تحميل روسيا تكاليف إعادة بناء أوكرانيا. هذا الموقف المزدوج يبرز العنصرية والنفاق في السياسات الغربية، التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين بينما تتعاطف مع الأوكرانيين.

تلاعبات السياسة الغربية

الغرب، الذي يجتمع بانتظام في تحالفات لمحاربة روسيا، يطالب الصين بعدم دعم روسيا ويضغط على دول أخرى لتحييدها عن أي دعم لموسكو. هذه السياسات تدفع العالم نحو تذمر متزايد ومحاولات للتحرر من الهيمنة الأمريكية والغربية، بما في ذلك الابتعاد عن استخدام الدولار كعملة عالمية بسبب العقوبات والرقابة الأمريكية.

الازدواجية في إعادة الإعمار

في الوقت الذي تحمل فيه أمريكا والدول الغربية بلدان الخليج مسؤولية إعادة إعمار غزة، تُحمل روسيا مسؤولية دمار أوكرانيا. لم نشهد أبدًا أن أمريكا تحملت مسؤولية الدمار الذي تسببت فيه في فيتنام، أفغانستان، أو العراق. هذه الازدواجية تبرز التمييز والهيمنة التي يمارسها الغرب، والتي بدأت تواجه انتقادات واسعة وانتفاضات من شعوب العالم.

العالم يشهد تحولًا كبيرًا، حيث تسعى العديد من الدول إلى التخلص من قيود الهيمنة الغربية والأمريكية، محاولة بناء نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في بروكسل ومدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…