الفساد في الأولمبياد: كيف تم تعيين “الأصدقاء والأحباب” في الوفد الجزائري

الفساد في الأولمبياد: كيف تم تعيين الأصدقاء والأحباب في الوفد الجزائري

عشنا لمدة عشرين سنة تحت نظام الفساد في عهد بوتفليقة، حيث شهدت الجزائر انحرافات كثيرة وخطيرة أثرت على استقرارها وأمنها وتماسكها. هذه الانحرافات طعنت في سياسة ما بعد الاستقلال التي أرسى أسسها الرئيس الراحل هواري بومدين، والذي سماها بالتوازن الجهوي.

سنوات حكم السعيد بوتفليقة دمرت هذا التوازن لصالح شبكات وعائلات معينة، مما أدى إلى تأسيس “جمهورية الأصدقاء والأحباب”. هذه الممارسات وصلت إلى درجة خطيرة، انعكست في التغييرات التي شهدتها الجزائر بما في ذلك الألوان الوطنية التي استشهد من أجلها بوزيد سعال وهو يحمل العلم الوطني في مظاهرات شرق الجزائر عام 1945، حيث ارتكبت فرنسا مجزرة قتل فيها أكثر من 45 ألف جزائري كانوا يطالبون بالاستقلال.

الألوان الوطنية ظهرت على تابوت الشهيد الطالب عيسيو في بلجيكا عام 1960، وبثت على القنوات العالمية لأول مرة خلال حرب التحرير الجزائرية. منظمة غير حكومية تابعة لتنظيم رياضي دولي حاولت تغيير ألوان علم الشهداء وفرضت علم الجمهورية “القبائلية الوهمية” التي يديرها فرحات “المهني” في باريس وتدعمها إسرائيل والمخزن المروكي. وقد اتضح من فضيحة الألوان أن لها امتدادات داخل المؤسسات الوطنية.

قائمة المشاركين في الألعاب الأولمبية تضم 44 رياضيًا و74 إداريًا. حسب الخبير فزوين، فإن بعض الأسماء في القائمة تمثل الولاء للوزير وللجنة الأولمبية، وكثير منها من نفس القرية والمنطقة. كما أشار فزوين إلى أن الطبيبة المرافقة للوفد هي صديقة شخصية لمصطفى بيراف وهي طبيبة متقاعدة لا يمكنها إصدار أي وصفة طبية بحكم القانون، إلى جانب أنها غير متخصصة في الطب الرياضي. كما ذكر أن الطبيبة الأخرى المعينة، المتخصصة في الدعم النفسي، لا تملك أي خبرة عملية ولا تستطيع دعم الرياضيين بشكل فعال.

الخبير فزوين تحدث أيضًا عن قائمة فيدرالية الدراجات التي تضم 3 مدربين في حين لا يوجد إلا رياضيان فقط في المنافسة، متسائلًا عن دور المدرب الثالث. وفيما يخص فيدرالية الجمباز، أكد أن الرئيس المؤقت تم إرساله على حساب الرئيس الرسمي الذي بُرِّئَ من التهم الموجهة إليه، لكن الوزير لا يطبق أحكام العدالة الجزائرية ويبقى على خصومة مع الرجل الكفء حسب المتخصص في الرياضة كأساس لاتخاذ القرارات.

القائمة تشير أيضًا إلى وجود رئيس جمعية الصحفيين الرياضيين ضمن الوفد الرسمي، ورئيس فدرالية الكاراتيه الذي هو في الأصل مفتش في الضرائب. فيما يخص المدعوين، ذكر فزوين أن عمار براهمية ضمن الوفد منذ 40 سنة، بينما نلاحظ غياب الزاوي أول حاصل على ميدالية أولمبية رفقة الملاكم موسى.

رئيس الوفد برباري حصل على 209,000 يورو (أربع مليارات سنتيم) لتغطية مصاريف الوفد المكون من 116 شخصًا نقدًا.

لخضر فراط، صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، ومدير نشر جريدة المؤشر