المجندة الصهيونية فاليري زناتي أشرفت على الكاتبة بن ساحلي وكتبت مقدمته: “الجزائر اليهودية..” أحد مخططات التطبيع من تل أبيب إلى الجزائر عبر فرنسا
أثار كتاب “الجزائر اليهودية.. أنا الآخر الذي أعرفه قليلاً” للكاتبة هادية بن ساحلي ردود فعل واسعة في الجزائر، بسبب توقيت الترويج له ومحتواه، وحتى عنوانه الذي يوحي بأن الجزائر “يهودية”. واعتبر العديد من المتابعين الكتاب محاولة بائسة للتطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، خاصة في وقت يتعرض فيه الشعبان الفلسطيني واللبناني للعدوان والتهجير. كما ارتفعت الأصوات المنددة، حيث عبر السياسي الجزائري الهاشمي جعبوب عن استنكاره الشديد لمحاولة الترويج لكتاب بعنوان “الجزائر اليهودية”، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل تطبيعًا ثقافيًا واستهدافًا للقيم التاريخية الجزائرية. من جهتها، أدانت الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث هذا العمل، معتبرةً أنه محاولة لإحداث تغيير ثقافي في الجزائر.
إدانة واستنكار للتطبيع الثقافي
في منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، كتب الهاشمي جعبوب: “الهاشمي جعبوب يخاطبكم عن وقاحة الوقِحة هادية بن ساحلي مؤلفة ‘l’Algérie juive'”. وأضاف وزير العمل السابق أنه يرى من واجبه الوطني التصدي لهذه الخطوة، مشيرًا إلى أنه تأخر بسبب وعكة صحية. كما دعا إلى البحث عن مسار الكاتبة وعلاقاتها ببعض اللوبيات الداعمة، التي تحظى بدعم سياسي وإعلامي من جهات خارجية معادية.
وأشار جعبوب إلى أن المراجع تشير إلى أن هادية بن ساحلي كانت أستاذة تعليم ثانوي بالبليدة قبل انتقالها إلى فرنسا عام 2000، حيث التقت بفاليري زناتي، التي يُقال إنها سهلت لها الوصول إلى الجامعة ودعمتها ضمن برامج التطبيع الثقافي.
وجه جعبوب شكره لكل من أدباء الجزائر وشعرائها وصحافييها الأحرار الذين وقفوا ضد هذه المحاولة، داعيًا السياسيين إلى سن قانون يجرم مثل هذه الكتابات التي تستهدف الهوية الوطنية.
ردود فعل الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث
صرح رئيس الأكاديمية، صدام حسين سرايش، بأن “هذه التصريحات تمثل استهتارًا بتاريخ الجزائر العريق وتنوعها الثقافي”، مؤكدًا أن الجزائر هي وطن للجميع، وأن أي دعوة لتهويد هويتها تهدد السلم المجتمعي. وأكد أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وحماية الهوية الجزائرية من محاولات تؤثر على التراث الثقافي.
السلطات الجزائرية تتحرك إزاء كتاب “الجزائر اليهودية”
أثار كتاب “الجزائر اليهودية.. أنا الآخر الذي أعرفه قليلاً” جدلاً واسعًا، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة شملت تفتيش المكتبات وسحب الكتاب. وذكرت مصادر إعلامية أن السلطات استجوبت مسؤولي دار نشر “فرانز فانون”، التي نشرت الكتاب، وبعض مكتبات الجزائر العاصمة.
تحليل خطر كتاب “الجزائر اليهودية” كأداة للتطبيع الثقافي يعتبر الكتاب خطوة خطيرة تهدف لجس نبض المجتمع الجزائري تجاه التطبيع الثقافي. فالعنوان وحده مثير للجدل ويعيد إلى الأذهان كتاب الكاتب الاستعماري الفرنسي جورج مايني عام 1887 بعنوان “l’Algérie juive”. وتتزامن هذه المحاولة مع ظروف حساسة، حيث يتعرض الفلسطينيون واللبنانيون للعدوان، وقد صرح رئيس وزراء الكيان مؤخرًا باستمراره في التطبيع بعد إنهاء “حملات الإبادة”.
تبرير الكاتبة وارتباطها بالمؤطرة الصهيونية فاليري زناتي
حاولت الكاتبة بن ساحلي تبرير توقيت نشر الكتاب معتبرةً أن صدوره كان صدفة. إلا أن إشراف زناتي، التي كتبت مقدمة الكتاب، أثار الشكوك، خاصةً أن لها أعمالًا تتناول تمجيد “إسرائيل” وخلفيتها كمجندة سابقة في الجيش. وقد برزت زناتي ككاتبة ومترجمة لأعمال أدبية صهيونية، مما يعزز من المخاوف من التطبيع الثقافي.
التأثير الأكاديمي والتغلغل الصهيوني
تُظهر علاقة فاليري زناتي بهادية بن ساحلي تأثيرًا واضحًا في مسيرتها، حيث يعتقد البعض أن زناتي استدرجتها إلى هذه المواقف كجزء من تأثير أكاديمي قد يحمل رسائل تطبيعية تؤثر على الأجيال الشابة.
رسالة تهديد للهوية الجزائرية
إن كتاب “الجزائر اليهودية” يمثل محاولة لإعادة صياغة صورة الجزائر وربطها بمفاهيم تطبيعية. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات لحماية الهوية الوطنية، يعتبر هذا الكتاب خطوة إضافية تهدف إلى التأثير على الثقافة الوطنية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
من أبرزها تعديل قانون التراث وإنجاز فيلم الأمير عبد القادر: ملفات ثقيلة تنتظر وزير الثقافة والفنون الجديد زهير بلالو
تنتظر السيد زهير بلالو، وزير الثقافة والفنون الذي عُيّن خلفاً للسيدة صورية مولوجي التي تم …