المروك يتجاوز الخطوط الحمراء في مباراة الجزائر – غينيا
يثبت المروك،مرة أخرى، أنه لا يعرف للرياضة أخلاقًا ولا حدودًا، وأن عداءه للجزائر متجذّر ويتجاوز كل ما هو مقبول. ففي مباراة الجزائر ضد غينيا التي جرت أمس، فوجئ الجمهور الجزائري بظهور أعلام الماك الانفصالية في مدرجات الملعب. هذا المشهد لم يكن عفويًا، بل جاء نتيجة مخطط سياسي مُحكم، هدفه استغلال الرياضة لتوجيه رسائل سياسية خبيثة. إن رفع هذه الأعلام يبرهن مرة أخرى على أن المروك ماضٍ في دعم التنظيمات الانفصالية التي تستهدف استقرار الجزائر، ويحوّل الرياضة إلى أداة عدوانية ضد بلد الشهداء.
إن إدخال السياسة إلى الملاعب من طرف المروك ليس حادثة معزولة، بل هو استمرار لحرب إعلامية ونفسية طويلة تُشن ضد الجزائر منذ سنوات. هذه الحرب تستغل كل المناسبات، الرياضية منها والإعلامية والثقافية، لإرسال رسائل عدائية إلى الشعب الجزائري، والتأثير على صورته أمام العالم. والمؤسف أن الرد الجزائري، حتى الآن، لم يرقَ إلى مستوى هذا المخطط المنظّم، بل ظلّ في كثير من الأحيان عشوائيًا وارتجاليًا، وهو ما يمنح المروك فرصة أكبر للاستمرار في استفزازاته.
المطلوب اليوم أن يتحرك المسؤولون الجزائريون عن قطاع الرياضة تحركًا جادًا وفعّالًا. فقد اعتاد هؤلاء أن يتحدثوا عن قدرتهم على الدفاع عن الجزائر في المحافل الدولية، والآن جاء وقت الاختبار الحقيقي. عليهم التوجه إلى المؤسسات الرياضية العالمية لفضح الممارسات المروكية، ورفع دعاوى أمام محكمة التحكيم الرياضية التي تُعَد أعلى هيئة قضائية رياضية في العالم، من أجل إدانة هذا الخرق الصريح للقوانين التي تمنع استغلال الرياضة لأهداف سياسية.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يُحضَّر رد عملي داخل الملاعب الجزائرية وعلى الساحة الدولية. فإذا كان المروك يسمح لنفسه باستعمال الرياضة للترويج للتنظيمات الانفصالية، فإن الرد بالمثل مشروع، وذلك عبر رفع أعلام الجمهورية الصحراوية وأعلام جمهورية الريف في المباريات التي يشارك فيها أي فريق مروكي. خاصة أن هذه الكيانات لها جذور تاريخية أسبق من مملكة الليوطي، وبعضها حظي باعتراف دولي، كما تؤكد المراسلات الرسمية بين الأمير عبد الكريم الخطابي والحكومة البريطانية.
المروك بلد لا يحترم أي قوانين، لا دولية ولا داخلية، ولن يتوقف عن إزعاج الجزائر. فهو يعاني من “عقدة الجزائر”، ويعمل ليل نهار على تقويض مكانتها الإقليمية والدولية. وما حدث في مباراة الجزائر – غينيا ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل طويل، يشتغل فيه المروك بخطة محكمة وممولة، بينما تواجهه الجزائر أحيانًا بعشوائية مؤسفة.
إن التحدي المطروح اليوم لا يقتصر على الجانب الرياضي فحسب، بل يمتد إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة، سياسية وإعلامية ورياضية، لمواجهة الحرب المركبة التي يشنها الحلف الفرنسي – المروكي – الإسرائيلي ضد الجزائر. هذا الحلف يعمل ليل نهار وبلا كلل لإضعاف الجزائر، وإسقاطها من مكانتها، ومن الخطأ الكبير التعامل مع هذه الحرب بعقلية ظرفية أو بخطوات متقطعة.
لقد آن الأوان لأن تستيقظ الجزائر من سياسة ردود الفعل العشوائية، وأن تعتمد خططًا مدروسة لمواجهة العداء المروكي. إن المروك تجاوز الخطوط الحمراء، والرد يجب أن يكون حازمًا ومدروسًا، يحمي الجزائر ويفضح خصومها في كل المحافل.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…