اليد الميتة.. الدرع النووي الروسي الذي يضمن الدمار الشامل للأعداء
الكثيرون لا يعرفون معنى مصطلح “اليد الميتة”، وهو في الحقيقة نظام دفاعي نووي روسي يضمن الدمار الشامل لكل الأعداء. نشأ هذا النظام في فترة الاتحاد السوفيتي بعد دراسة عميقة حول كيفية الرد على احتمال تلقي ضربات نووية مباغتة قد تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وتضمن تدمير روسيا بالكامل. السؤال كان: كيف يمكن لروسيا الرد وهي تعرضت للدمار الشامل؟
لتعزيز قدرتها على الردع، أسست روسيا نظام “اليد الميتة”، وهو نظام يعمل آلياً أو نصف آلي، يتولى الرد على القصف النووي الغربي من أمريكا أو أوروبا، مهما كان مصدره. حتى إذا قتلت الضربات النووية كل قادة روسيا، سيتولى هذا النظام السري الانتقام بنفسه دون تدخل أي قرار شخصي من أي قيادي. يتضمن هذا النظام صواريخ جاهزة تعرف أهدافها بدقة وموجهة للمدن الغربية والأمريكية التي ستدمرها. يُعد هذا النظام أحد أعمدة الرد النووي الروسي، وهو ما أثنى أمريكا عن التفكير في أي ضربة استباقية مخادعة ضد روسيا، لأنه سيؤدي إلى دمار شامل ونهائي لكل المدن الأمريكية.
توجد نسخة مشابهة لهذا النظام في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، مما يعزز من تفادي اللجوء إلى استخدام السلاح النووي في المواجهات المسلحة. هذا النظام ينزع من الطرفين احتمال الضربة المفاجئة الأولى والاعتداء بالغدر من أي طرف، لأن الدمار الحتمي هو المصير لا محالة.
نظام “اليد الميتة” سري للغاية، ويتضمن عدة صواريخ نووية استراتيجية عابرة للقارات منتشرة في أماكن مختلفة يصعب تعقبها أو معرفة مكان تواجدها. تنتظر هذه الصواريخ الإشارة للانطلاق نحو المدن الأوروبية والأمريكية المسجلة في ذاكرة الصاروخ عندما تتعرض روسيا لضربة نووية مفاجئة وهي في غفلة من أمرها.
يعتبر هذا النظام من أخطر الأنظمة التي تم اختراعها في عالم الأسلحة الفتاكة، وهذا ما يفسر تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا مجال لوجود عالم بدون روسيا، بمعنى إما نعيش معاً أو نموت جميعاً. لذلك، فإن عقلاء الغرب في أوروبا وأمريكا، وحتى الرئيس السابق دونالد ترامب، يحذرون من المواجهة النووية مع روسيا في كل مناسبة. يعتبر ترامب أن هذه المواجهة ستكون دماراً لأمريكا أيضاً، ولا مفر من الدمار، ولذلك يعمل عقلاء الغرب على تفادي المواجهة بكل ما يستطيعون من قوة لأنها ببساطة ستكون نهاية للجميع.
السلاح النووي هو أخطر ما اخترعه الإنسان المعاصر، والأسلحة الحالية تتجاوز في دمارها كل ما عرفناه سابقاً، مثلما حدث في هيروشيما وناغازاكي.
لخضر فراط، صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر
تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…







