انخفاض ملحوظ في أسعار الأدوات المدرسية وسط قلق الأولياء

انخفاض ملحوظ في أسعار الأدوات المدرسية وسط قلق الأولياء

مع اقتراب الدخول المدرسي (2024-2025)، تشهد أسعار الأدوات المدرسية انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالموسم الدراسي السابق، وذلك بفضل زيادة عدد المستثمرين المحليين في هذا المجال، وتحول العديد من المستوردين نحو الإنتاج المحلي. كما ساهم انتشار الأسواق الجوارية في توفير هذه المستلزمات بأسعار منخفضة نسبيًا، حسب ما عاينته وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) في مختلف بلديات العاصمة.

أسعار الأدوات المدرسية في الأسواق الجوارية والمعارض

في السوق الجواري المخصص للأدوات المدرسية من طرف بلدية الرويبة، تعرض نحو عشرين علامة تجارية جزائرية وأجنبية منتجاتها وسط إقبال كبير من المواطنين. يؤكد عبد السلام، بائع في جناح إحدى العلامات الجزائرية، أن “الأسعار هذه السنة أقل من سابقاتها بشهادة الزبائن”. بالنسبة لفراس، ممثل علامة تجارية أخرى، فإن بعض المنتجات شهدت انخفاضًا يتراوح بين 10 و20 بالمائة. وتعرض المحافظ بأسعار تتراوح بين 1500 و3200 دج في السوق الجواري، مقارنة بـ 4800 دج في وسط المدينة.

وفي قصر المعارض بالصنوبر البحري، أتاحت الطبعة الثالثة لمعرض الدخول المدرسي “لمسيد” للأولياء اكتشاف مجموعة متنوعة من المنتجات المحلية والأجنبية. على سبيل المثال، يمكن اقتناء قلم حبر جاف بسعر 20 دج. أما سفيان، الذي كان يشتري دفاتر لأبنائه، فأشار إلى أن الأسعار “انخفضت هذا العام”، رغم أن الانخفاض لم يشمل جميع الأدوات.

قلق الأولياء من الأسعار المرتفعة

رغم انخفاض الأسعار في الأسواق الجوارية، لا يزال بعض الأولياء يشعرون بالقلق من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في المحلات. في جولة قمنا بها لبعض محلات العاصمة، اشتكت السيدة هاجر، أم لأربعة أطفال، من الغلاء، معتبرةً أن الأسعار تشكل عبئًا كبيرًا على الأسر متوسطة الدخل. كذلك، عبر السيد عبد الله، والد لثلاثة أطفال، عن دهشته من استغلال التجار للدخول المدرسي لرفع الأسعار دون مراعاة الظروف الاقتصادية للعائلات.

تتراوح أسعار المحافظ في المحلات بين 1800 و9500 دج حسب الجودة والمصدر، فيما تصل أسعار المآزر إلى 1200 دج، وأسعار الكراريس ذات 64 صفحة إلى 50 دج أو أكثر.

جهود الحكومة والتحكم في الأسعار

وفي ظل هذا القلق، تعمل الحكومة على تخفيف العبء عن كاهل الأسر من خلال تنظيم الأسواق الجوارية والمعارض. وزير التجارة، الطيب زيتوني، خلال زيارته لسوق جواري بمدينة المدية، أكد أن المبادرات التي تم تنظيمها ساهمت في خفض الأسعار بنسبة تتراوح بين 15% و20%. وخصصت الحكومة 75 مليون دولار لدعم هذه الأسواق والمعارض. في مدينة تيبازة، تم تنظيم معرض خاص بالدخول المدرسي في ملعب لكرة القدم، مما أتاح للعائلات شراء المستلزمات بأسعار مخفضة.

التاجر في مواجهة التحديات والمسؤوليات

ورغم الجهود المبذولة من قبل الدولة، يظل التاجر العامل الأهم في التحكم بالأسعار. حيث تستغل بعض المحلات المناسبات لرفع الأسعار، وسط غياب قوانين صارمة ورقابة كافية تحمي المستهلك وتحد من الاستغلال. ورغم الإقبال الكبير على الأسواق الجوارية والمعارض، يبقى السؤال مطروحًا حول دور التجار في ضبط الأسعار ومدى التزامهم بدعم الجهود الحكومية لتخفيف الأعباء عن الأسر الجزائرية.