‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية انهيار حلم دريانكور بالانتقام من الجزائر
الافتتاحية - 8 يوليو، 2024

انهيار حلم دريانكور بالانتقام من الجزائر

انهيار حلم دريانكور بالانتقام من الجزائر
أتمنى أن يكون كزافيي دريانكور، الدبلوماسي العنصري والمخابراتي، قد قرأ تصريحات بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا بعد فشل الحزب العنصري لليمين المتطرف، المقرب منه، في الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان لحكم فرنسا. عبرت البيانات عن ارتياح الدولتين لتجاوز فرنسا الكارثة التي كانت قد تلحق بها، وأكيد أن الاتحاد الأوروبي يشعر بنفس حالة الارتياح الألمانية والإسبانية وربما أيضًا دول أوروبية أخرى ارتاحت من الصداع الفرنسي.

لم أسمع أو أقرأ أي بيان جزائري يعلق على نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، ولا أي تعبير عن قلق أو فرح من الجانب الجزائري، الذي بالطبع يتابع ويراقب الوضع كدولة يهمها ما يحدث في فرنسا بسبب العلاقات والتاريخ. لكن المزايدة التي يقوم بها العنصري دريانكور وأتباعه من الاستعماريين ضد بلدنا لا وجود لها على أرض الواقع. القلق لا يوجد في الجزائر بل في أوروبا، وهو معبر عنه صراحة من برلين، بروكسل، ومدريد. فهل يرى المخابراتي كزافيي دريانكور ذلك أم ما زال مصممًا على أن يوجه عيناه إلى جنوب المتوسط؟

عنصرية فرنسا العمياء موجهة فقط للعداء وكراهية الجزائريين بالدرجة الأولى، لأن ذاكرتها توقفت في يوم 5 يوليو 1962. تحالفاتها مع الصهيونية والمخزن المغربي تزيدها عمىً سياسيًا. أكيد أن كزافيي دريانكور وأمثاله من عنصريي فرنسا لم يناموا ليلة أمس بسبب الحسرة والانزعاج من النتائج المحبطة والمخيبة التي حصل عليها حزب ابنة المجرم المظلي السابق في الجيش الفرنسي الذي خدم بالجزائر، جون ماري لوبان. النتائج أبعدت حقده ورغبته في الانتقام من الجزائر إلى أجل غير مسمى.

العنصرية الفرنسية لا تشبه العنصريات المتعارف عليها في التاريخ، والتي تحارب عنصرا بشريا بعينه تراه دونيا لا يستحق الحياة. بل هي عنصرية تاريخية لا تكره إلا الجزائر والجزائريين دون غيرهم من الأجناس، وهذا يحتاج إلى طبيب نفساني ليفك لنا طلاسمها، فالساسة عاجزون عن فهمها.

كزافيي دريانكور وأمثاله والحركى الداعمين له، خذلهم الشعب الفرنسي الذي يرى في التنوع البشري ثراء لبلاده، مثل الشعب البريطاني الذي صوت لهندي ليترأس بلدهم لفترة معينة من تاريخ بريطانيا. وقبلها بوريس جونسون ذو الأصول التركية، وما زال ريشي سوناك الهندي رئيسًا لحزب المحافظين. الأمر الذي قد يحدث يومًا في فرنسا إذا استفاقت وحاربت عنصرييها كما فعلت بشجاعة ليلة أمس.

امتزاج الأعراق عبر حركة الهجرة أمر عرفته الإنسانية منذ الأزل وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. هذه الحركة هي التي أتت برؤساء من أصول عربية في بعض دول أمريكا اللاتينية، وجاءت بساركوزي اليهودي المجري الأصل إلى رئاسة فرنسا، وبأوباما الكيني إلى رئاسة أمريكا، وجو بايدن الإيرلندي.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…