‫الرئيسية‬ الأولى بوريطة يستنجد بالجزائر… والمخزن غارق في المتاهات والمخاطر
الأولى - مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

بوريطة يستنجد بالجزائر… والمخزن غارق في المتاهات والمخاطر

بوريطة يستنجد بالجزائر… والمخزن غارق في المتاهات والمخاطر
يعود وزير خارجية المروك ناصر بوريطة ليتحدث مجدداً عن فتح حوار بين الجزائر والمروك، مؤكداً أن البلدين “ليسَا بحاجة لوساطة”، وهو موقف دبلوماسي جزائري معروف منذ سنوات وليس طرحاً جديداً من الرباط. ويستند بوريطة في خرجته الأخيرة إلى آخر خطاب بثه التلفزيون المروكي لمحمد السادس حين دعا إلى “حوار مع شقيقه”، كما وصفه الرئيس عبد المجيد تبون.

ويبدو أن حديث بوريطة لا يخرج عن محاولة للتغطية على تصريحات وزير المالية ورئيس الجامعة المروكية لكرة القدم فوزي لقجع داخل البرلمان، حين اعتبر الجزائر “دولة عدوة”، وهو تصريح كافٍ لوضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول التراب الجزائري مهما كان السبب. فكيف يزور بلداً وصفه رسمياً بأنه عدو؟ وكيف تتوافق هذه التصريحات مع كلام رأس العائلة العلوية ووزير خارجيته؟ خصوصاً أن ممثل المروك في واشنطن سبق له أن أخفى علم الجزائر أمام عدسات العالم، في تصرف يناقض كل ادعاءات “الأخوّة” التي يكررها بوريطة وملكه.

التناقضات في الخطاب الرسمي المروكي تجاه الجزائر بلغت حدّاً يجعل أي حديث عن تقارب أمراً غير منطقي، من وصف الجزائر بالعدو، إلى الاحتفال المضلل بموقف مجلس الأمن حول الصحراء الغربية وترويجه كأنه اعتراف بمروكية الإقليم، وصولاً إلى الإيعاز المخابراتي للحركى 2.0 بتنفيذ حملات ضد الجزائر وتقديم كل نكسة يتعرض لها المخزن كأنها انتصار يخدم العائلة العلوية الغارقة في أزمة انتقال السلطة.

بوريطة يتحدث بلسان الملك، وفوزي لقجع بلسان المخزن وأجهزته، فيما تجد الجزائر أمامها نظاماً موزع الولاءات، لا يعرف فيه من يمثل من. حتى ممثل بوريطة في الأمم المتحدة لا تتطابق تصريحاته مع تصريحات وزيره. وتبدو الصورة أمام الجزائر حالة “لا دولة” قبل أي شيء، ثم فوضى حكم غير مسبوقة بين من يساند انتقال السلطة لولي العهد الحسن الثالث ومن يعارضه داخل البيت العلوي. فكيف يمكن للجزائر أن تحاور دولة تعيش هذا المستوى من التشرذم؟

ومن جهة أخرى، ما الذي سيفعله المروك بأربع سنوات من الحرب الإعلامية ضد الجزائر بقيادة الحموشي والمنصوري؟ حرب لم تترك جانباً من الجزائر إلا وتم استهدافه. وكيف يمكن فتح حوار مع دولة دعمت الماك، الحركة الوهمية التي اختلقتها فرنسا، إلى حد التورط في تأجيج أحداث وحرائق في تيزي وزو؟

ثم ماذا يريد الملك وبوريطة من الجزائر؟ ألم يعلنوا “الانتصار” في مجلس الأمن واعترافه بمروكية الصحراء – قبل أن يكذبهم مسعد بولس، مستشار ترامب السابق؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا التفاوض؟ وكيف يريد المخزن فتح الحدود وهو يقود أقذر حملة إعلامية ضد الجزائر منذ سنوات؟ إسرائيل، رغم عدائها للجزائر، لم تفعل ما فعله المروك، والنتيجة أنها صنعت في الجزائر رأياً عاماً رافضاً لأي علاقة مع الرباط يستحيل على السلطات تجاوزه.

كيف يعقل أن يشتموا الجزائر نهاراً وليلاً، ويهددوها، ويصفوها بالعدوة، ثم يتوسلوا إليها وإلى رئيسها لفتح الحدود؟ أهو منطق دولة؟ أم أنّ ضرورات تأمين انتقال السلطة داخل العائلة العلوية فرضت تغيير الخطاب مؤقتاً لتمرير الحسن الثالث؟

لماذا لا يتصرف المروك كدولة حقيقية، مثلما فعلت الجزائر عندما أقالت سفيراً لأنه أخطأ في حق دولة صديقة ساعدتنا على انتزاع استقلالنا وساندت مبدأ تقرير المصير الذي بفضله استعدنا حريتنا في 5 جويلية 1962؟ فهل يجرؤ المخزن على إقالة من وصف الجزائر بالعدوة، أو من حاول إخفاء علم شهدائها في أروقة الأمم المتحدة، لتكون خطوة حسن نية تمنح الحد الأدنى من المصداقية لطلبات بوريطة وملكه؟ وطبعاً، هل يوقف الحرب الإعلامية التي تقودها مخابراته منذ أربع سنوات، ويقيل المسؤولين عنها، بدءاً بالحموشي والمنصوري؟

مسلسل مملكة ما بين الوادين مستمر… والمتابعة ستكون بلا شك ممتعة لمن يريد فهم فوضى المخزن وهو يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

صفعة دبلوماسية جزائرية جديدة للرباط

اعتبر بعض الأصوات المتأثرة بالدعاية المخزنية أنّ إدخال خيار الحكم الذاتي، الذي طرحه المروك…