بين التأخيرات والاعتذارات: ماذا يحدث في المؤسسة الوطنية للنقل البحري؟
شهدت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين صيفًا مضطربًا في عام 2024، حيث تعاقبت سلسلة من المشاكل الفنية والإدارية التي أثرت سلبًا على عملياتها. بدأت هذه الصعوبات مبكرًا في الصيف مع احتجاز السفينة “طاسيلي 2” في ميناء أليكانتي الإسباني يوم 19 أغسطس لإجراء فحوصات تقنية، ما أدى إلى تأجيل عشر رحلات بين الجزائر وفرنسا وإسبانيا. ورغم عودة السفينة إلى ميناء وهران بعد يومين، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بإمكانية استئنافها لنقل الركاب والمركبات.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد واجهت “طاسيلي 2″، التي دخلت الخدمة في 2004 وتستوعب 1320 راكبًا، مشاكل تقنية متكررة هذا الصيف. ففي نهاية يوليو، تم احتجاز السفينة في ميناء مرسيليا لمدة يومين ولم يُسمح لها بالإبحار إلا بعد اشتراط عدم نقل الركاب. كما شهدت السفينة تأخيرًا في رحلات سابقة، مما زاد من استياء المسافرين الذين واجهوا ظروفًا قاسية.
لم تكن “طاسيلي 2” السفينة الوحيدة التي عانت من المشاكل؛ فقد تعرضت السفينة “موبي دادا”، المستأجرة لتلبية الطلب الكبير في فصل الصيف، لمشاكل تقنية أيضًا، حيث احتُجزت في ميناء أليكانتي منذ 19 أغسطس لإجراء فحوصات، بعد أن تعطلت في عرض البحر خلال رحلة بين أليكانتي ووهران وعلى متنها 1169 راكبًا في يوليو.
بالإضافة إلى المشاكل التقنية، واجه المسافرون مع المؤسسة صعوبات أخرى مثل التأخيرات الطويلة وإلغاء الرحلات وسوء الخدمة على متن السفن. وقد اختار الكثير من الركاب المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين كبديل اقتصادي في ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، خاصة بالنسبة للعائلات الكبيرة، إلا أن تكرار المشاكل أدى إلى خيبة أمل كبيرة.
في هذا السياق، أصدرت المؤسسة بيانًا تُعلم فيه زبائنها أنه نظرًا لسوء الأحوال الجوية في عرض البحر التي اعترضت سفينة “الجزائر 2” في طريقها نحو مرسيليا، فقد تم تعديل بعض الرحلات على النحو التالي: تأجيل رحلة الجزائر – مرسيليا المبرمجة ليوم 22 أغسطس إلى يوم 23 أغسطس على الساعة 16:00 مساءً، وتأجيل رحلة مرسيليا – الجزائر المبرمجة ليوم 23 أغسطس إلى يوم 24 أغسطس على الساعة 15:00 مساءً، وتأجيل رحلة الجزائر – أليكانتي المبرمجة ليوم 24 أغسطس إلى يوم 25 أغسطس على الساعة 18:00 مساءً. وأعربت المؤسسة عن اعتذارها لهذا التغيير الخارج عن إرادتها.
الأزمات التي تواجه المؤسسة ليست جديدة؛ فقد شهدت تغييرات إدارية مستمرة منذ 2022، حين أُقيل مدير الشركة كمال إسعد بعد رحلة نقلت عددًا قليلًا من الركاب، وتم سجنه لاحقًا بتهمة سوء الإدارة. وعلى الرغم من التغييرات المستمرة في القيادة، لم يتم تحقيق أي تحسن ملموس. ورغم توجيهات الرئيس عبد المجيد تبون في نوفمبر 2022 بتجديد الأسطول، إلا أن المؤسسة لا تزال تعتمد على سفنها القديمة: “طارق ابن زياد”، “طاسيلي 2″، “الجزائر 2″، و”باجي مختار 3″، دون اقتناء سفن جديدة لتحسين الخدمات.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…