‫الرئيسية‬ الأولى بين عقدة الجزائر وغضب الإقصاء….. إعلام الحشيش يهلوس!
الأولى - الوطني - مقالات - 9 يوليو، 2025

بين عقدة الجزائر وغضب الإقصاء….. إعلام الحشيش يهلوس!

بين عقدة الجزائر وغضب الإقصاء….. إعلام الحشيش يهلوس!
عاد إعلام مملكة المروك مرة أخرى إلى عادته القديمة في اختلاق الأزمات وافتعال العداء تجاه الجزائر، وهذه المرة عبر حملة إعلامية مصطنعة، تحاول عبثًا افتعال خلاف لا أساس له من الصحة، في مشهد يكرّس الإفلاس المهني والسياسي الذي يعيشه نظام المخزن.

ففي محاولة بائسة جديدة لتوجيه أنظار الرأي العام المروكي بعيدًا عن أزماته الداخلية الخانقة، بدأ الإعلام المروكي بالهجوم على الجزائر مستغلًا واقعة تافهة من بطولة إفريقيا لكرة القدم النسوية، متهماً مدرب الفريق الجزائري بـ”إخفاء شارة الدولة المنظمة” عن عمد، رغم أن الصور والفيديوهات المتداولة تنفي تمامًا هذه المزاعم السخيفة، وتُثبت أن لا شيء قد تم إخفاؤه.

الخطير في الأمر أن بعض وسائل الإعلام المغربية ذهبت حد الادعاء بأن إخفاء الشارة كان بأمر مباشر من رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون، ومن قيادة الجيش الوطني الشعبي. هذه اتهامات لا تصدر إلا عن عقل مريض أو خيال مهووس، وتستحق أن تُوضع في أرشيف الهذيان الإعلامي.

للأسف، أصبح الإعلام المروكي بلا ضوابط مهنية أو أخلاقية، يوزّع الاتهامات جزافًا، ويخترع “أوامر رئاسية” من رأسه، وينسب التصريحات لمسؤولين أمريكيين كبار دون أي مصدر موثوق، في ممارسة للبهلوانية الإعلامية التي تجاوزت كل حدود المعقول.

ويبدو أن هذه الحملة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت مباشرة بعد رسالة التهنئة التي وجّهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى نظيره الجزائري بمناسبة الذكرى الـ63 لاستقلال الجزائر، وهي رسالة أربكت حسابات المخزن الذي ظلّ يُروّج لسنوات لدعم أمريكي “مطلق” لمشروعه التوسعي في الصحراء الغربية.

لقد أصيب المخزن بهزة نفسية حقيقية، ليس فقط لأن الرسالة لم تتضمّن أي إشارة للمغرب، بل لأن ترامب تجاهل محمد السادس تمامًا، ولم يوجّه له دعوة لحضور قمة الولايات المتحدة–إفريقيا، وفضّل دعوة رؤساء موريتانيا والسنغال ودول أخرى من غرب إفريقيا، في ضربة موجعة لحسابات الرباط الإقليمية والدبلوماسية.

الحملة الموجهة ضد مدرب المنتخب النسوي الجزائري تأتي كمحاولة يائسة للتغطية على أزمات داخلية متفاقمة في المروك: من أزمة العطش، إلى تصاعد احتجاجات المهاجرين الأفارقة، إلى فقدان النظام للمصداقية الدولية، كما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون في تصريح إعلامي، قال فيه صراحة إن “المغرب يتبنى خريطة توسعية خطيرة تمحو موريتانيا من الوجود، وتضم أجزاء من السنغال والجزائر”.

ورغم كل هذا، يصرّ الإعلام المروكي على تعليق أزماته على شماعة الجزائر، واختلاق روايات سريالية، آخرها أن رئيس الجمهورية أمر شخصيًا بتغطية شارة على قميص رياضي! إنها قمة الابتذال والانحدار السياسي والإعلامي، لا يمكن لعاقل أن يصدّقها، حتى في مسرح العبث.

الحقيقة التي تؤلم المخزن أن الجزائر تتقدم بثقة، وتفرض احترامها إقليميًا ودوليًا، بينما تتراجع مملكة ما بين الوادين في كل المؤشرات. الجزائر تُحسب لها ألف حساب في الغرب والشرق، في إفريقيا والعالم العربي، حتى من طرف القوى الكبرى، وهو ما يُقلق المخزن الذي لا يرى في نجاح الجزائر إلا تهديدًا لمشروعه القائم على الزيف الإعلامي والدعم الخارجي المشروط.

إن الحملة التي يشنها إعلام المروك اليوم ليست سوى نار دخانٍ تخفي عجزًا داخليًا، وارتباكًا في السياسة الخارجية، وتخبّطًا في الخيارات الاستراتيجية. ومن المؤسف أن تتحول مؤسسات إعلامية بكاملها إلى أدوات تضليل رخيصة، بدل أن تكون مرآة لواقع يُعاني منه الشعب المغربي الذي يستحق الحقيقة لا الأكاذيب.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…