‫الرئيسية‬ الأولى تساقط رؤوس داخل “ماك” الإرهابي.. وثائقي يكشف شبكة التمويل والعمالة
الأولى - الحدث - الوطني - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

تساقط رؤوس داخل “ماك” الإرهابي.. وثائقي يكشف شبكة التمويل والعمالة

تساقط رؤوس داخل "ماك" الإرهابي.. وثائقي جزائري يكشف شبكة التمويل والتوجيه الخارجي
تتوالى التطورات داخل تنظيم “ماك” الإرهابي، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة موجة انشقاقات جديدة شملت قياديين وأعضاء بارزين كانوا يشغلون مواقع حساسة فيما يسمى بـ”الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل”. وتأتي هذه الانسحابات في سياق كشف ارتباط التنظيم بدوائر أجنبية معادية تعمل على استغلاله في تحركات تستهدف أمن الدولة الجزائرية واستقرارها.

الوثائقي الذي بثّه التلفزيون الجزائري تحت عنوان “التحرر من أغلال ماك الإرهابية” قدم شهادات مباشرة من قادة سابقين في التنظيم أعلنوا تراجعهم عنه واستفادتهم من إجراءات لم الشمل التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وأبرزت هذه الشهادات تفاصيل حساسة حول طبيعة الدعم الذي يتلقاه التنظيم ومهامه الموجهة لصالح دوائر أمنية خارجية.

وأكد المنشق زاهير بن أجعود أن أول أسباب مغادرته التنظيم عام 2016 هو انكشاف مخطط يتعلق بإرسال عناصر للتدرب عسكرياً داخل الكيان الصهيوني، معتبراً أن قيادة التنظيم تحولت إلى واجهة لأجندات لا علاقة لها بالمطالب الداخلية التي رُوّج لها في السابق. كما لفت إلى أن أبناء بعض القياديين يعيشون في فرنسا ويتمتعون بمزايا واستثمارات، في وقت تُستغل فيه القواعد التنظيمية في حملات دعائية وتضليلية.

وأشار بن أجعود أيضاً إلى أن علاقة التنظيم بالمخزن تعود إلى بداية الألفية، حيث تلقى فرحات مهني دعوة رسمية من المغرب سنة 2000، قبل اندلاع أحداث “الربيع الأسود” بعام واحد، مؤكداً أن دعم الرباط للتنظيم لم يتوقف منذ ذلك التاريخ.

وأظهر الوثائقي شهادات إضافية، من بينها تصريح مصطفى عزيز الذي وقّع اتفاق تعاون مع “ماك” سنة 2024، وأوضح فيه أن جهات استخباراتية مغربية كلفته بمهام في إفريقيا وأوروبا بهدف التأثير على مواقع حساسة مرتبطة بالمصالح الجزائرية. كما قدّم المنشق إيدير جودار معطيات حول حجم التمويل الذي يتلقاه التنظيم من المغرب، مؤكداً أن فرحات مهني يحصل شهرياً على 250 ألف يورو دعماً مباشراً وأن المستثمرات المالية لأسرته تُدار في فرنسا.

المنشق محند بلوصيف، والذي شغل سابقاً ما يسمى بـ”وزارة الأمن والإدارة” داخل التنظيم، أشار من جهته إلى أن التخلي عن “ماك” كان نتيجة اكتشاف ارتباطاته الخارجية ومحاولاته ضرب استقرار الدولة الجزائرية، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من عناصر التنظيم بصدد اتخاذ القرار ذاته بعد تأكدهم من طبيعة المشروع الذي وصفه بـ”الهدّام”. وأشاد بلوصيف بالتسهيلات التي قدمتها السلطات الجزائرية وممثلياتها الدبلوماسية لتيسير عودته وأمثاله.

من جانبه، أكد كمال معطوب، المكلف سابقاً بتنظيم المسيرات، أن التجنيد داخل “ماك” استهدف فئات عانت من مشاكل اجتماعية وقانونية وتم توظيفها في أجندات لا صلة لها بمطالب داخلية أو سياسية، مشيراً إلى أن التنظيم اعتمد خطاباً دعائياً مضللاً لتضخيم حضوره وتأثيره الخارجي.

أما نور الدين لعراب، الذي استفاد من مبادرة لم الشمل بعد صدور أوامر قبض دولية بحقه سابقاً، فنوّه بجهود الدولة في احتضان العائدين ودعا ممن وصفهم بـ”المغرر بهم” إلى مراجعة مواقفهم والاستفادة من الإجراءات الوطنية الجارية، مؤكداً أن قيادات التنظيم تتبنّى شعارات الديمقراطية فيما تمارس فعلياً أساليب إقصائية وتوجيهات خارجية.

ويكشف مسار الانشقاقات المتزايدة داخل “ماك” صورة أوضح عن طبيعة التنظيم التي تحولت من خطاب داخلي إلى أداة وظيفية في حسابات خارجية معروفة، وهو ما أكدته شهادات مباشرة وموثقة، بينما تتواصل مبادرة لم الشمل لاستيعاب العائدين ودمجهم في مسار وطني يعيدهم إلى دائرة القانون والمؤسسات.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

قسنطينة تفقد صوت المالوف… رحيل الفنان أحمد عوابدية بعد مسيرة وفاء للتراث

فقدت مدينة قسنطينة، اليوم الخميس، أحد أبرز الأصوات الحافظة لفن المالوف الأصيل، بوفاة الفنا…