‫الرئيسية‬ الأولى تصعيد عسكري يهدد أوروبا..الرد الروسي القادم سيكون مزلزلًا
الأولى - الدولي - مقالات - 9 يونيو، 2025

تصعيد عسكري يهدد أوروبا..الرد الروسي القادم سيكون مزلزلًا

الرد الروسي القادم سيكون مزلزلًا
الرد الروسي القادم لن يكون كسابقه؛ بل يبدو أنه سيكون الأعنف منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا. وفق تقارير غربية، أبرزها صادرة عن رويترز وبوليتيكو، تستعد موسكو لردّ عسكري واسع النطاق، قد يُغيّر موازين القوى في أوروبا ويضع دولًا كبرى، على رأسها بريطانيا، في قلب الاستهداف المباشر.
تشير مصادر استخباراتية إلى أن الرد الروسي قد يتضمن استهدافات دقيقة لأماكن قيادية مسؤولة عن الهجمات الأخيرة ضد الأراضي الروسية، بما فيها منشآت مدنية مثل خطوط السكك الحديدية. موسكو تعتبر أن قصف القطارات المدنية لا يدخل في نطاق المعارك التقليدية، بل يُعدّ “عملاً إرهابيًا مكتمل الأركان”. في هذا السياق، تعيش بريطانيا حالة من الاستنفار غير المسبوق، بعد أن أعلنت روسيا امتلاكها أدلة على تورط لندن في عمليات استهداف استراتيجية. وتشير موسكو إلى أن الاستخبارات البريطانية تقف خلف عملية تفجير جسر كيرتش، وتزوّد كييف بالمعلومات الجغرافية والاستخباراتية الحيوية عبر الأقمار الصناعية، لتوجيه المسيّرات والصواريخ بعيدة المدى. الاتهامات لا تقف عند بريطانيا فقط، بل تشمل دعمًا تنسيقيًا من الولايات المتحدة، ألمانيا، وفرنسا. خلافًا للردود الروسية السابقة، يُتوقّع أن يحمل الرد الروسي القادم طابعًا استراتيجيًا شاملًا، لا مجرد ضربة تكتيكية. فقد أعلنت موسكو، بوضوح، أن أي تدخل عسكري مباشر من الغرب سيتم التعامل معه كعمل عدائي صريح يستوجب الرد الفوري، بما يعني دخول الحرب إلى مرحلة جديدة تتجاوز الأراضي الأوكرانية. تحذيرات موسكو، التي قلّل الغرب من أهميتها في السابق، لم تكن مجرد استعراض إعلامي. بل تؤكد التطورات الأخيرة أن روسيا تمضي نحو تنفيذ تهديداتها بحزم. ولعل ما يُضاعف من خطورة الوضع، هو غياب أي مؤشرات على رغبة أمريكية في خفض التصعيد أو العودة إلى طاولة التفاوض. الغرب، بحسب مراقبين، يتحمل مسؤولية مباشرة في استفحال الأزمة. فقد شجّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التمادي في رفض الحلول السياسية، حتى في اللحظات التي كانت فيها المفاوضات في تركيا قاب قوسين من التقدم. كما تعامل مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخفاف، واعتبرها “تهويلًا عسكريًا غير قابل للتنفيذ”. لكن بوتين فضّل هذه المرة الصمت، وترك لصواريخه ومسيّراته المتطورة مهمة الرد. وقد بدأ تنفيذ الرد الروسي بالفعل، من خلال ضربات مركزة استهدفت منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في عدد من المدن، فضلًا عن استهداف مواقع حساسة قُتل فيها عدد من العسكريين الغربيين، من بينهم ضابط بريطاني رفيع المستوى، وفق تسريبات إعلامية.

الرد الروسي يُحرج أمريكا ويكشف هشاشة الحلف الأطلسي

المثير في المشهد أن الولايات المتحدة، التي قادت الحرب بالوكالة منذ بدايتها، أظهرت تراجعًا ملحوظًا في انخراطها المباشر، تاركة الحلفاء الأوروبيين يواجهون تداعيات الرد الروسي وحدهم. ويرى محللون أن هذا التراجع ناتج عن إدراك واشنطن لحجم المخاطر والتكلفة الباهظة لحرب طويلة الأمد مع قوة نووية كروسيا، خاصة في ظل ما يوصف بتراجع القدرات التقنية الأمريكية مقارنة بالتطور السريع في الصناعات الدفاعية الروسية. في حال تصاعد الرد الروسي إلى مستوى أعلى، فإن أوروبا الغربية ستُواجه واحدة من أكبر أزماتها الأمنية منذ الحرب العالمية الثانية. ومما يزيد الوضع خطورة، أن روسيا لم تعد تُخفي نواياها، وتؤكد استعدادها للدخول في حرب شاملة إذا اقتضى الأمر، تختلف جذريًا عن أي حرب شهدها العالم المعاصر. كما وصف المفكر الاستراتيجي الراحل هنري كيسنجر، فإن الغرب يُدار اليوم من قِبل “نخب متغطرسة”، تتعامل مع العالم بعقلية استعمارية متهورة، لا تُدرك حجم الردود المحتملة من قوى صاعدة مثل روسيا. والنتيجة: أوروبا عارية سياسيًا، وعسكرية، في مواجهة رد روسي مزلزل قد يعيد ترتيب النظام الدولي بالكامل.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…