تعطّل مقاتلة F-35 يثير الجدل في بلجيكا

تلقت بلجيكا أولى طائراتها من نوع F-35 الأمريكية بعد سنوات من تقديم طلب شراء 34 طائرة من هذا الطراز. غير أنّ عملية جلب الدفعة الأولى من الولايات المتحدة، والمكوّنة من أربع طائرات، شهدت حادثة محرجة؛ إذ لم تصل إلى بلجيكا سوى ثلاث طائرات فقط، بينما تعطلت الطائرة الرابعة وتم توقيفها في جزر لاسور بعد اكتشاف خلل تقني حال دون مواصلة رحلتها نحو بلجيكا، خوفًا من سقوطها أثناء الطيران.

وأثار هذا الخلل استياءً واسعًا لدى الرأي العام البلجيكي، خصوصًا أن الطائرة تُعد باهظة الثمن وتكاليف تشغيلها مرتفعة للغاية، ناهيك عن ارتباطها الدائم بالمركز الأمريكي لتحديث برمجياتها، ما يجعل الولايات المتحدة قادرة —وفق منتقدين— على التحكم فيها عن بُعد وتعطيلها عن الطيران أو الحد من استعمالها متى شاءت. واعتبر كثيرون أن تعطل الطائرة الرابعة في أول استعمال عملي لهذا الطراز من قبل الجيش البلجيكي يُعد مؤشرًا مخيبًا، ويثبت —حسبهم— أن بلجيكا اشترت طائرات “غير صالحة للحروب” وستشكّل عبئًا ماليًا دائمًا على القوات الجوية البلجيكية. ويُذكّر الخبراء بأن عدة دول أوروبية شرعت بالفعل في إعادة تقييم صفقات اقتناء الـ F-35، خاصة بعد تصريحات قائد القوات الجوية الهندية السابق والمتقاعد، الذي وصف الطائرة بأنها “خردة” تحتاج إلى وقت صيانة أطول بكثير من وقت استخدامها، معتبرًا أنها سريعة التأثر بالصدأ، وناصحًا بلاده بعدم شرائها. كما تُعيد كندا بدورها النظر في طلبياتها من هذا الطراز وسط معلومات تشير إلى احتمال توجهها نحو شراء طائرات أوروبية، سواء السويدية غريبن أو الطائرة القتالية الأوروبية الجديدة التي يجري التفاوض حول صناعتها بين عدد من الدول، من بينها ألمانيا، لتعويض الجيل الحالي من الطائرات الأوروبية. تعطّل طائرة F-35 من بين أربع طائرات كانت متجهة نحو قاعدة فلورين البلجيكية —حيث كانت تنتظرها شخصيات سياسية وعسكرية للاحتفال بوصولها— شكّل صدمة للحضور الذين فوجئوا بغياب الطائرة الرابعة التي فشلت في مرافقة المجموعة بسبب المشكلة التقنية. ورغم تصريحات أحد الطيارين المطمئنة، انتشرت الفضيحة في وسائل الإعلام الأوروبية، ما أعاد النقاش حول فعالية الطائرة الأمريكية المثيرة للجدل، والتي يرى بعض المنتقدين أنها باتت تشبه “لعبة إلكترونية” أكثر منها مقاتلة حربية يعتمد عليها.