‫الرئيسية‬ الأولى جان-إيف لودريان: “العلاقة بين فرنسا والجزائر يجب أن تكون طبيعية”
الأولى - الحدث - الوطني - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

جان-إيف لودريان: “العلاقة بين فرنسا والجزائر يجب أن تكون طبيعية”

جان-إيف لودريان: "العلاقة بين فرنسا والجزائر يجب أن تكون طبيعية"
أعاد جان-إيف لودريان، وزير الخارجية والدفاع الفرنسي الأسبق، فتح ملف العلاقات بين الجزائر وفرنسا من زاوية واقعية وبنبرة تجمع بين الحذر والاعتراف بضرورة إعادة بناء الثقة. ففي حديثه خلال برنامج “Face à Face” يوم الخميس 27 نوفمبر، أكد لودريان أن “العلاقة بين البلدين يجب أن تكون علاقة طبيعية”، معتبراً أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال ولكنه ضروري للطرفين.

لودريان أوضح أن التحدي الأساسي يكمن في “معرفة كيف ستتطور الجزائر نفسها”، مشيراً إلى أن مسار الدولة الجزائرية ظل في نظر العديد من المتابعين الأوروبيين يتسم بقدر من عدم الانتظام. هذا العامل، حسب قوله، يجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي تكوين رؤية ثابتة حول مستقبل العلاقة مع الجزائر، رغم الارتباط التاريخي والسياسي بين الطرفين.

وفي تحليله لموقف الاتحاد الأوروبي، شدد لودريان على أن الارتباط “شرعي ومتبادل”، وأن الطرفين في حاجة إلى علاقة مستقرة تقوم على فهم أعمق لمصالح كل جانب. ورغم هذا التشخيص، أكد الوزير الأسبق أن العلاقة “ليست بعدُ في وضعها الطبيعي”، معبّراً عن أمله في أن تسمح المقاربات الجديدة بإعادة بناء أسس الثقة.

كما أثنى لودريان على المسار الذي يتبناه وزير الداخلية الفرنسي الحالي في إدارة الملفات المرتبطة بالجزائر، واصفاً إياها بأنها “طريقة جديدة في التعاطي”، تقوم على الخبرة والمعرفة السابقة بطبيعة العلاقة الثنائية. واعتبر أن العمل مع الجزائر يجب أن يتم “بخطوات صغيرة”، وبأسلوب تدريجي، مع ترك مساحة كافية لخلق توازن جديد أكثر انسجاماً مع المرحلة الراهنة.

تصريحات لودريان تعكس قراءة فرنسية تميل إلى الاعتراف بأن المقاربة السابقة لم تعد صالحة للتعامل مع محيط إقليمي ودولي سريع التحولات، خاصة في ظل الدور المتنامي للجزائر في ملفات الأمن والطاقة والهجرة والتوازنات الجيوسياسية في المتوسط ومنطقة الساحل. كما تكشف عن رغبة ضمنية في إعادة صياغة العلاقة بعيداً عن التوترات التي ميزت السنوات الأخيرة.

ويُجمع المراقبون على أن الجزائر تعمل منذ سنوات على ترسيخ سياسة خارجية قائمة على الاستقلالية والبراغماتية، وهو ما يدفع باريس إلى إعادة التفكير في منهج التعامل معها. تصريحات لودريان جاءت لتؤكد أن العلاقات بين البلدين، رغم تعقيداتها، ما زالت قابلة للتطوير، شرط أن تُدار بحكمة وصبر، وأن تبنى على احترام السيادة وتوازن المصالح لا على الحسابات القديمة.

وفي ختام حديثه، عبّر لودريان عن أمله في أن تمهد الجهود الجارية لعودة العلاقات إلى مسار أكثر استقراراً، مشدداً على أن الحوار المتدرج والعملي هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك. فالمصالح المشتركة بين الجزائر وفرنسا، كما قال، تفرض على الطرفين تجاوز حساسية اللحظة والعمل وفق رؤية استراتيجية طويلة المدى.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

صناعة السيارات: الحكومة تشدد القواعد

أكد وزير الصناعة، يحيى بشير، اليوم الخميس، أن الجزائر دخلت مرحلة حاسمة في مسار إعادة بناء …