جدل في أمريكا حول قدرة الرئيس بايدن على الاستمرار في السلطة
أثارت المناظرة بين ترامب والرئيس بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية أزمة حقيقية داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، بعد الأداء المخيب للآمال للمرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر المقبلة. تصاعدت عدة أصوات داخل الحزب تطالب باستبدال المرشح، نظراً لعدم قدرته على منافسة دونالد ترامب.
عادت الحالة الصحية للرئيس الحالي إلى الواجهة، حيث تظهر عدة هفوات في تركيزه الذهني. يبدو في مرات عديدة شارد الذهن وغير قادر على التركيز، كما شاهده العالم في لقاء مجموعة السبع في إيطاليا، حيث كان ينظر إلى مكان غير المكان الذي يجب أن يركز فيه مثل باقي الرؤساء الذين استمتعوا بنزول المظليين. واضطرت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى أن تخطو نحو الرئيس بايدن لإعادته إلى تركيزه.
لم تعد الصور والمقاطع تحتمل للكثير في أمريكا، بل تسيء إلى صورة أكبر قوة في العالم وإلى الخطورة التي يشكلها رئيس خارج مجال التغطية في ظل صراع مع قوى نووية عديدة. يمكن أن تنفلت الأمور وتصل إلى ما لا يحمد عقباه.
أما الناخب الديمقراطي في أمريكا، فلم يعد على الأقل جزء منهم يرى في بايدن المرشح الأمثل لحزبه، ولا الرئيس الذي يمكن أن يقود أمريكا خلال السنوات الخمس المقبلة. وحتى باراك أوباما اعتبر أن بايدن كان سيئاً في المناظرة مع ترامب.
نشرت جريدة نيويورك تايمز المقربة من الديمقراطيين مقالاً تتحدث فيه عن ضرورة استبدال الرئيس المرشح جو بايدن بمرشح ديمقراطي آخر قادر على منافسة دونالد ترامب.
خلقت المناظرة بين ترامب وبايدن جواً من القلق لدى جزء من الجمهور الديمقراطي، الذي أصبح يرى في الرئيس المرشح ضياع فرصة كسب منصب الرئيس من جديد. بل، تقول بعض الآراء إن جزءاً من جمهور الناخبين الديمقراطيين قد يصوتون لترامب كتصرف عقابي ضد حزبهم الذي قدم مرشحاً غير قادر على المنافسة وحالته الصحية أصبحت متدهورة وتخيف المواطن الأمريكي بأن الرجل غير قادر على الاستمرار في المنصب خمس سنوات أخرى كاملة.
المهم أن المناظرة السيئة التي أداها بايدن أشعلت الصراع داخل الحزب الديمقراطي نفسه. أدت بالرئيس إلى الاعتراف بأنه لم يعد كما كان شاباً، ولكنه قادر على الاستمرار في الحكم، في محاولة منه للرد على الانتقادات اللاذعة وطمأنة جمهوره. فيما يتساءل البعض عن النائب الذي سيختاره بعد سقوط شعبية كمالا هاريس، والنظر إليها بأنها لا تصلح لأن تكون خليفة بايدن في حالة فاز بالانتخابات ثم تنحى لظروف صحية.
يكبر الجدل في الولايات المتحدة الأمريكية حول الحالة الصحية للرئيس بايدن، في انتظار ما تخبئه لنا الأيام القادمة من مفاجآت.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…