‫الرئيسية‬ الأولى خطوة غامضة تربك التحضيرات وتثير الشكوك.. انسحاب المغرب من بطولة كوسافا 2025
الأولى - رياضة - 30 مايو، 2025

خطوة غامضة تربك التحضيرات وتثير الشكوك.. انسحاب المغرب من بطولة كوسافا 2025

خطوة غامضة تربك التحضيرات وتثير الشكوك.. انسحاب المغرب من بطولة كوسافا 2025
فاجأ الاتحاد المغربي لكرة القدم المتابعين في الأوساط الكروية الإفريقية بإعلانه الرسمي عن انسحاب المنتخب المحلي المغربي من المشاركة في بطولة كوسافا 2025، التي من المقرر إجراؤها في مدينة مانغاونغ بجنوب إفريقيا في الفترة الممتدة من 4 إلى 15 يونيو 2025. وقد تم الإعلان عن هذا الانسحاب من طرف اللجنة المنظمة بشكل مقتضب دون أي تبرير رسمي من الجانب المغربي، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، خاصة وأن هذه الدورة كانت تعتبر بمثابة محطة تحضيرية هامة قبيل انطلاق منافسات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان 2025).

المغرب، الذي ينتمي تقليديًا إلى فضاء اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم (UNAF)، كان قد حصل على ترخيص خاص من أجل المشاركة في بطولة كوسافا، بغاية منح لاعبيه المحليين فرصة الاحتكاك بمنتخبات ذات أساليب لعب مختلفة، وتنويع التجارب الفنية والبدنية. ومع أن المنتخب المغربي كان يُعد من بين أبرز الفرق المدعوة، فإن هذا الانسحاب المباغت، وفي هذه المرحلة الدقيقة من التحضيرات، أثار دهشة كبيرة لدى متتبعي الشأن الكروي في القارة.

ورغم الصمت الرسمي المطبق من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلا أن بعض المصادر الكروية والإعلامية لم تستبعد أن يكون القرار ناتجًا عن اعتبارات داخلية مرتبطة بالجدولة الزمنية أو حتى بظروف تنظيمية أو دبلوماسية لم يُكشف عنها بعد. وفي ظل غياب أي توضيحات، يبقى الغموض سيد الموقف.

من الناحية الرياضية، يُعد هذا الانسحاب ضربة قوية لتحضيرات المنتخب المغربي للاعبين المحليين، الذي كان يُعوّل على هذه البطولة لاختبار عناصره في ظروف تنافسية حقيقية، خاصة وأنه مُقبل على مشاركة معقدة في الشان 2025، حيث أوقعته القرعة في مجموعة نارية تضم منتخبات ذات وزن قاري على غرار الكونغو الديمقراطية، أنغولا، كينيا وزامبيا. فكيف يمكن لمدرب المنتخب المحلي أن يجهّز مجموعته لمثل هذه المواجهات دون المرور بتربصات ومباريات من العيار الثقيل كتلك التي كانت ستُوفرها بطولة كوسافا؟

وما يزيد من حدة الأسئلة حول هذا القرار، هو أن المغرب يُعتبر من كبار القارة في هذه الفئة، بعدما تُوج بلقب الشان مرتين متتاليتين (2018 و2020)، ويُحسب له أنه ساهم في رفع مستوى المنافسة في البطولة القارية. لكن في الفترة الأخيرة، بدأت مؤشرات اضطراب واضحة في إدارة شؤون المنتخب المحلي، بدءًا من الغموض حول هوية المدرب مرورًا بغياب برمجة واضحة للمباريات التحضيرية، وانتهاءً بهذا الانسحاب الذي أثار شكوكًا حول جاهزية المغرب للحدث القاري المقبل.

من جهتها، أعلنت اللجنة المنظمة لكوسافا أن تنزانيا ستكون البديل الرسمي للمغرب في المجموعة الثالثة، ما يُتيح لمنتخب شرق إفريقيا فرصة ذهبية للمشاركة في بطولة من شأنها أن تصقل خبرات لاعبيه. في المقابل، يخسر المغرب محطة كان من الممكن أن تُعيد التوازن لمنتخب بدا أنه يعيش حالة من الارتباك، سواء على مستوى الجهاز الفني أو الاستراتيجيات المعتمدة في التكوين والإعداد.

وفي ظل هذا الوضع، يبقى السؤال الكبير المطروح: هل نحن أمام قرار مؤقت فرضته ظروف طارئة؟ أم أن هناك أزمة أعمق داخل الاتحاد المغربي لكرة القدم قد تنعكس سلبًا على حضور المنتخبات الوطنية في المحافل القارية؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن خلفيات هذه الخطوة، لكن الأكيد أن المغرب فقد فرصة ثمينة، وهو على بُعد أشهر فقط من خوض بطولة تُعد من أبرز مواعيد كرة القدم الإفريقية للمحليين.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

صناعة السيارات: الحكومة تشدد القواعد

أكد وزير الصناعة، يحيى بشير، اليوم الخميس، أن الجزائر دخلت مرحلة حاسمة في مسار إعادة بناء …