“درونات وهمية” فوق العاصمة… صناعة رديئة من مطبخ الدعاية المروكية
يبدو أن مقال ميليتاري وتش الأخير حول القدرات الدفاعية الجزائرية قد أصاب المخابرات المروكية وأبواقها من الحركى في الصميم، حتى خرجت علينا ماكينة الدعاية المخزنية بأغرب ما يمكن أن يُصدق، “اختراق درونات مروكية لسماء العاصمة الجزائرية” مع إضافة خرافة أن الجيش الوطني الشعبي لم يتمكن من التصدي لها. وهكذا تحولت الكذبة المروكية إلى مادة إعلامية رخيصة رددها موقع موند أفريك الممول من المروك، في محاولة يائسة للتشويش والتغطية على الحقائق التي نشرتها المجلة الأمريكية.
منذ أيام، والآلة المخزنية تروج هذه المسرحية الرديئة عن “اختراق العاصمة”، وكأن الجزائر بلد بلا سيادة ولا دفاع جوي. بل وقبلها بثوا نفس الكذبة عن مدينة وهران، زاعمين أن طائراتهم المسيرة حلقت فوق الغرب الجزائري وعادت إلى قواعدها بسلام. من يختلق مثل هذا السيناريو الساذج يجهل تماماً أن اختراق الأجواء الجزائرية يعادل إعلان حرب صريح، وليس “نشاطاً سياحياً” كما يحاولون إيهام أتباعهم. لو جازف المروك بهذا الفعل، لكان الرد الجزائري قد وقع منذ سنوات، ولكانت المنطقة كلها اليوم في مواجهة عسكرية مفتوحة.
إنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المخزن إلى صناعة الأكاذيب لإرضاء جمهوره الداخلي المقهور. كلما نجحت الجزائر في خطوة دفاعية أو سياسية، يسارع إعلام المروك إلى اختراع قصة وهمية يملأ بها فراغه. فما معنى أن يصدق عاقل أن درونات تخترق سماء العاصمة، ولا يتم حتى إطلاق رصاصة واحدة تجاهها؟ أين الدفاعات الجوية؟ أين الرادارات؟ أين التصدي ولو بأسلحة فردية كما حدث في أوكرانيا؟ أليس هذا وحده كافياً لإثبات أن “الاختراق” مجرد مسرحية فاشلة من إخراج جهاز الكذب المخابراتي المروكي؟
الحقيقة التي يريد المخزن إخفاءها أن الجيش الجزائري أسقط بالفعل طائرة درون لجيش مالي بعدما توغلت كيلومترين فقط داخل التراب الوطني. هذا الحدث الصغير في تفاصيله، الكبير في دلالاته، أربك المروك وحلفاءه، لأن الجزائر أثبتت ميدانياً يقظتها وقدرتها. ولما لم يجدوا جواباً، اخترعوا قصة “مقاضاة مالي للجزائر”، ورد عليها وزير الخارجية أحمد عطاف بحزم قاطع.
التحالف المروكي–الفرنسي–الصهيوني يعرف جيداً أن الجيش الجزائري في صعود مستمر، وأنه بعد اقتنائه أحدث الأسلحة الروسية صار يملك قوة ردع حقيقية. المجلة الأمريكية لم تفعل أكثر من ذكر الحقيقة، لكنها جرحت غرور المخزن الذي يعيش على الدعاية. الأمريكيون الذين يواجهون السلاح الروسي مباشرة في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات يعرفون جيداً أنه ليس خردة كما يروج المخزن. لقد اضطروا حتى لسحب الكثير من الصواريخ التي قدموها لأوكرانيا بعد أن تم تحييدها، فكيف يأتي إعلام المخزن ليشكك في فعالية السلاح الروسي اعتماداً على فيديوهات “الحركى 2.0″؟
ثم لنسأل سؤالاً بسيطاً، لو كانت هناك فعلاً درونات أجنبية اخترقت أجواء العاصمة، فما هي أهدافها؟ ماذا أرادت أن تصور أو تدمر؟ ولماذا لم يتم رصد أي أثر لها؟ أين صور حطامها؟ أين بيانات رسمية محايدة؟ لا شيء سوى صراخ إعلامي مروكي معتاد. الواقع أن ما شوهد في سماء العاصمة ليس إلا درونات جزائرية الصنع، تُستخدم لأغراض تدريبية أو استطلاعية بحتة، والجزائر تمتلك عدة أنواع منها وتتحكم في تشغيلها بشكل كامل.
المخزن لا يعيش إلا على بيع الأوهام. داخلياً، يغذي جمهوره بقصص البطولة الزائفة ليغطي على أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وخارجياً، يحاول عبر تحالفاته مع باريس وتل أبيب رسم صورة عن “تفوق وهمي” لا وجود له إلا في الإعلام المدفوع. لكن الواقع مختلف تماماً: الجزائر تبني قوة عسكرية متوازنة، حديثة، وفعّالة، بينما يكتفي المروك بالرهان على الحملات الدعائية وتضليل الرأي العام.
لقد تحولت الحرب الإعلامية والنفسية إلى سلاح رئيسي بيد المخابرات المروكية. منذ سنوات وهم يروجون إشاعات عن انهيار الجزائر، عن عجز جيشها، عن صراعات داخلية لا وجود لها. كل هذه الحملات لم تنجح إلا في فضح إفلاسهم. فالشعب الجزائري، الذي اعتاد سماع مثل هذه الأكاذيب “البايخة”، يعرف جيداً أن قوة الجزائر ليست في البيانات ولا في الفيديوهات، بل في الميدان، في جاهزية جيشه، وفي صلابته عند مواجهة أي تهديد حقيقي.
سيبقى المخزن يوزع الأكاذيب على شكل “إنجازات”، وسيبقى أتباعه يصفقون للوهم. أما الجزائر، فلا تحتاج إلى دعاية ولا إلى أبواق. قوتها واضحة، واختياراتها السيادية مستقلة، وردها عند الحاجة سيكون مزلزلاً بما يكفي ليصمت الجميع. أما أكاذيب “اختراق العاصمة” فستظل مجرد نكتة سمجة في سجل طويل من الهزائم الدعائية للمخزن.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…