رأي في بيان الفاف
أصدرت الفاف بيانًا تندد فيه بنشر بيان مزور باسم الفيدرالية يتحدث عن إقالة المدرب بيتكوفيتش. وأبدت الفيدرالية استغرابها من هذه الحملة ضد الفريق الوطني وأكدت دعمها للمدرب في مسيرته التدريبية. يأتي هذا البيان بعد تصريحات سابقة لوليد صادي أشار فيها إلى وجود مجموعة لم يحددها تسعى للإضرار بالرئيس.
إن رد الفاف مستغرب للغاية، إذ ليس من المعتاد أن ترد مؤسسة رسمية على معلومات خاطئة أو مواقع مجهولة. فهذا التصرف يدخل في نطاق اللاعقلانية، أو كما يسمى بالأدب التصرفات الدونكيشوتية. وما دامت الفاف قد قررت الرد على نشر خبر كاذب ووعدت بملاحقة الموقع المجهول أمام العدالة، فلماذا لم تصدر أي بيان حتى الآن بشأن تهديد مجموعة من البلطجية وشتم اللاعبين في كوت ديفوار؟ أليس هذا أولوية لحماية الفريق الوطني، بغض النظر عن الرضا أو عدم الرضا عن المدرب السابق وأداء الفريق الوطني؟ والسؤال الآخر هو لماذا سكتت السلطات على هذا التجاوز؟
ثم ماذا عن الطعن الذي قدمه وليد صادي للكاف حول تعرض الفريق الوطني لأخطاء تحكيمية متعمدة؟ لقد سمعنا رئيس الفاف نفسه يتحدث أمام كاميرات التلفزيون الرسمي، في محاولة منه للإيحاء بأنه مدعوم رسميًا من سلطات البلد.
كيف يمكن للفاف أن تسرع في الرد على موقع مجهول لمجرد نشره بيانًا حول إقالة المدرب الوطني، وتتجاهل تصريحًا صحفيًا فرنسيًا أكد أن رئيس الفاف نفسه قال للاعبين ليلة المباراة ضد موريتانيا بأن جمال بلماضي سيقال مهما كانت النتيجة، سواء ربحًا أو خسارة؟ أليس هذا التصريح أولى بالرد من تفاهة بيان مزور؟ ولحد الآن لم نعد نسمع أي شيء عن قضية اتحاد العاصمة أمام محكمة الطاس، أين وصلت الأمور؟
إقالة مدرب أو عدم إقالته، ورغم أن البيان كاذب، هز عرش الفاف بينما كل القضايا الأخرى ليست أبدًا من اهتمام وليد صادي. ولا حتى ما حدث من عملية ضرب استقرار الفريق الوطني قبيل بداية كأس أفريقيا.
هذه الطريقة في التواصل تثير القلق وتشعل الشكوك في كيفية إدارة الشأن الإعلامي للفاف، كما تثير الشكوك في النوايا لأنها تتجاهل الكثير وتهتم بالقليل الهامشي. بالطبع، ننتظر من السلطات أن تكشف لنا صاحب الموقع المزور وتقدمه للعدالة، كما ننتظر أيضًا من العدالة أن توقف مجموعة البلطجية وتحيلهم للقضاء حتى لا نكون ممن يشجعون العنف عندما يكون في صالح جماعة وندينه عندما يكون ضدنا. فالعنف مدان مهما كان مصدره أو الجهة التي تستفيد منه.
هكذا تُبنى المجتمعات.
لخضر فراط، صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، ومدير جريدة المؤشر.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…