رحيل الصحفي بوبكر حامديشي… أحد أعمدة الصحافة الجزائرية
فقدت الساحة الإعلامية الجزائرية، صباح هذا الأحد، أحد أبرز وجوهها بوفاة الصحفي بوبكر حامديشي، المعروف بلقب “بوب”، عن عمر ناهز 81 عامًا.
ولد الراحل وتكوّن في مدينة قسنطينة، حيث كانت بداية مسيرته الصحفية في أواخر ستينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل للعمل في عدة مؤسسات إعلامية وطنية بارزة، من بينها صحيفة “لو سوار دالجيري” (Le Soir d’Algérie)، التي واصل فيها كتابة مقالاته وتحليلاته حتى السنوات الأخيرة.
اشتهر الراحل حامديشي بأسلوبه الرصين وكتاباته العميقة التي جمعت بين الدقة المهنية والبعد الإنساني، حيث لم يقتصر عطاؤه على الصحافة الرياضية التي تخصّص فيها مبكرًا، بل امتد إلى مجالات السياسة والأمن والثقافة، مقدّمًا رؤى تحليلية لاقت احترام القرّاء والزملاء على حدّ سواء.
كان حامديشي يتمتع بقلم أنيق وفكر ناقد، يعكس تجربة طويلة ووعيًا متقدّمًا بمسؤولية الكلمة، فظلّ حتى آخر أيامه مثالًا للصحفي الملتزم بقيم المهنة، المتشبّث بأخلاقياتها رغم التحوّلات الكبرى التي شهدها المشهد الإعلامي الوطني.
من قسنطينة، مدينته التي أحبّها وكتب عنها كثيرًا، إلى كبرى الصحف الوطنية، ترك الراحل بصمة لا تُمحى في ذاكرة الصحافة الجزائرية. وقد ألهمت تجربته أجيالًا متعاقبة من الصحفيين الذين تتلمذوا على أسلوبه الدقيق وروحه المهنية العالية.
برحيله، تفقد الجزائر صوتًا صحفيًا نزيهًا وعقلًا نقديًا مبدعًا، ظلّ وفيًّا لقلمه حتى النهاية، مدافعًا عن الحقيقة، ومؤمنًا بدور الصحافة كمرآة للمجتمع وضمير للأمة.
رحم الله بوبكر حامديشي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه وزملاءه وتلامذته جميل الصبر والسلوان.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
لقاء موسّع بين وزير الاتصال والنقابات…
يواصل وزير الاتصال زهير بوعمامة خطواته الميدانية لإعادة بعث ديناميكية جديدة في قطاع الإعلا…