رسائل الرئيس عبد المجيد تبون الرمضانية
تطرق الرئيس عبد المجيد تبون في لقائه التقليدي مع وسائل الإعلام الوطنية إلى العديد من المواضيع المتشعبة، كان أبرزها شرح مختلف التطورات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر في قطاعات الفلاحة والصناعة واستغلال المعادن التي تزخر بها البلاد، مثل الفوسفاط. كما شرح نظريته حول ضرورة تحويل المواد الأولية محليًا قبل بيعها، بهدف إضافة قيمة إضافية تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، بما في ذلك تحويل النفط الخام إلى مواد مكررة وبيعها في الأسواق العالمية.
كما تحدث الرئيس تبون عن طموحات الجزائر في أن تصبح مركزًا إقليميًا للإمداد بالطاقة، مشيرًا إلى أهمية ربط الجزائر بالغاز النيجيري، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تساهم في تعزيز الدور الاقتصادي للجزائر.
وأبدى الرئيس أهمية كبيرة لربط الجزائر بالدول الأفريقية، حيث اعتبرها محيطًا طبيعيًا للجزائر، من خلال مد شبكات السكك الحديدية والطرقات وكابلات الإنترنت إلى الدول المجاورة. في هذا السياق، كرست الجزائر حملة دبلوماسية غير مسبوقة لتقريب وجهات النظر بينها وبين الدول الأفريقية الشقيقة.
كما تحدث الرئيس تبون بشكل مطول عن المشاكل الاقتصادية الداخلية التي يعاني منها المواطن، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها الدولة لمواجهتها وحلها لصالح الجزائريين. وفي هذا الإطار، شن حملة قوية ضد المضاربة والتصرفات الغريبة التي تهدف إلى إخفاء السلع وصناعة الأزمات للاستفادة منها ماديًا، معتبرًا أن هذه التصرفات غير أخلاقية وغير قانونية، ووعد بمحاربتها بكل الوسائل.
على الصعيد السياسي، تطرق الرئيس تبون إلى الخطوات التي تقوم بها الجزائر من أجل تعزيز العلاقات بين الدول المغاربية، مشيرًا إلى آليات التشاور بين الجزائر وليبيا وتونس، مؤكدًا على العلاقات الأخوية مع الشقيقة موريتانيا، معتبرًا أن المسار في الطريق الصحيح. وفي هذا السياق، أكد على أن الجزائر لا تهدف إلى إقصاء أي دولة، في إشارة إلى المغرب.
عالميًا، أكد الرئيس تبون على علاقات الجزائر الجيدة مع إيطاليا، مبرزًا تاريخ العلاقات بين البلدين وتواضع الإيطاليين في تعاملاتهم مع الجزائريين، مقارنةً بالعنجهية التي يتسم بها بعض الآخرين. كما أشار إلى الدعم الذي قدمه الإيطاليون للثورة الجزائرية أثناء حرب التحرير، ثم بعد ذلك خلال سنوات العشرية السوداء، سواء من خلال دعمهم لشرطة الطيران الجزائرية أو فتح خطوط ائتمان للبنوك الإيطالية لصالح الجزائر.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع ألمانيا، ذكر الرئيس تبون المشاريع المستقبلية التي يتم التفكير فيها، كما لم ينس تذكير الحضور بالعلاقات المميزة التي تربط الجزائر بألمانيا، واصفًا الدعم الألماني للثورة الجزائرية في حرب التحرير بأنه كان حاسمًا. كما أشار إلى أن العقيد عمر بوداود، قائد الفدرالية الجزائرية لجبهة التحرير الوطني في الخارج، كان قد سكن في ألمانيا التي قدمت له الحماية من المخابرات الفرنسية.
وتطرق الرئيس تبون أيضًا إلى العلاقات الجزائرية مع دول أوروبا الشرقية التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي مثل التشيك وبولندا وسلوفينيا وسلوفاكيا، مشيرًا إلى أن تحسن العلاقات بين الجزائر وإسبانيا يمثل صفعة لفرنسا، وأبواق التيار المتطرف الفرنسي الذين فشلوا في محاولاتهم لحشد الدول الأوروبية ضد الجزائر.
وفيما يخص الملف الفرنسي، حصر الرئيس تبون العلاقة مع الرئيس الفرنسي، مؤكدًا أنه لا يعطي أي أهمية لما يقوله أو يفعله أي شخص آخر غير الرئيس الفرنسي الشرعي. كما أشار إلى أنه يتواصل مع الرئيس ماكرون للتغلب على الخلافات الحالية، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة بين الدول تعتبر أمرًا طبيعيًا في العلاقات الدولية، وأن الأمور تسير نحو التهدئة في الأيام القادمة. واعتبر الرئيس تبون أن ممثلي التيار المتطرف في فرنسا سيدفعون الثمن السياسي بسبب فشلهم في تعميق الأزمة بين باريس والجزائر.
كما كشف الرئيس تبون عن تطور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى المراحل الجديدة التي شهدتها هذه العلاقات، خاصة في الجانب العسكري، بعد الزيارات المتكررة لقائد “أفريكوم”، إضافة إلى التوقيع على اتفاق استراتيجي بين الجزائر وأمريكا. وذكر الرئيس تبون بالعلاقات التاريخية بين الجزائر والولايات المتحدة منذ عهد الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، مشيرًا إلى مدينة القادر التي تحمل اسم الأمير.
وأكد الرئيس تبون أن هذه العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ليست موجهة ضد أي بلد صديق مثل روسيا أو الصين أو الهند، بل إن الجزائر تتبنى سياسة عدم الانحياز، مستفيدة من علاقاتها مع جميع شركائها. كما ذكر الرئيس بتفاصيل العلاقات التاريخية بين الجزائر والصين وروسيا والهند.
تميزت نبرة الرئيس تبون في هذه الظهور الإعلامي الرمضاني بالهدوء الكامل، ولم يظهر عليه أي انفعال، على عكس بعض خرجاته الإعلامية السابقة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…