‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي زيلينسكي: من كوميدي إلى رئيس يواجه تداعيات كارثية على أوكرانيا
الدولي - 9 يوليو، 2024

زيلينسكي: من كوميدي إلى رئيس يواجه تداعيات كارثية على أوكرانيا

زيلينسكي: من كوميدي إلى رئيس يواجه تداعيات كارثية لأوكرانيا
سيواجه زيلينسكي ندمًا كبيرًا، حيث لا يفيده الندم، على ثقته في نصائح رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون. جونسون، الصحفي السابق ذو الأصول التركية، زار زيلينسكي في كييف وطلب منه رفض أي اتفاقية توصل إليها مع الروس في مفاوضاتهما بإسطنبول التركية.

بعد سنتين من الحرب، فقدت أوكرانيا نصف مليون من قواتها المدربة، وربما أكثر. هذا الرقم تقدمت به منظمة غير حكومية قامت بحساب القبور الجديدة عبر صور التقطتها الأقمار الصناعية في مختلف مناطق أوكرانيا. العدد المتداول اليوم يفوق 600 ألف عسكري فقدوا حياتهم، ومليون منهم جريح بعاهات أخرجتهم من أي مشاركة عسكرية ميدانية. بعض المسؤولين الأوروبيين، من بينهم ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، يؤكد عدد الوفيات في الجيش الأوكراني.

أما الكارثة الأخرى فهي هجرة 14 مليون أوكراني خارج البلد، وعلى الأرجح لن يعودوا. بالإضافة إلى ذلك، أصبح 20 مليون أوكراني من أصول روسية اليوم مواطنين روس ضمن فدرالية روسيا، ويعيشون في مساحة تفوق مساحة دولة النمسا. هؤلاء يشكلون سكان الدونباس والمناطق الأربعة التي تم ضمها لروسيا.

على الصعيد الاجتماعي، فإن العائلات الأوكرانية التي لديها بنات في سن الزواج والإنجاب دفعت بهن إلى مغادرة البلد خوفًا عليهن من الموت. ولا يوجد بنات في سن الإنجاب في أوكرانيا، وستكون هذه من أكبر المشاكل التي ستواجه البلد بعد انتهاء الحرب، لأنها فقدت شبابها، ويصعب النهوض بالبلد اقتصاديًا بدون سواعد الشباب.

الدمار الذي تعرضت له أوكرانيا، التي استعملت كأداة لاستفزاز روسيا، يظهر أن مستقبلها كبلد سيكون كارثيًا بكل المقاييس. ورغم أنها دولة غنية، إلا أنها باعت أراضيها لشركات وأشخاص من أمريكا، مثل شركة “بلاك بلوك” وبعض المليارديرات الأمريكيين. هؤلاء لا يخفون وقاحتهم في أنهم لن يتركوا خيرات أوكرانيا. النائب الأمريكي الكاره للروس، ليندسي غراهام، صرح بأن أمريكا لن تترك خيرات أوكرانيا التي تساوي 12 تريليون دولار لتستفيد منها روسيا والصين. هذا التصريح يثبت أن أمريكا ضحت بشعب بأكمله لضمان مصالحها. صحيح أن الأرض الأوكرانية غنية جدًا بالمعادن النادرة مثل الليثيوم، وأيضًا الغاز الطبيعي والفحم ومواد أخرى، ولكن روسيا ترفض السيطرة الأمريكية على حدودها لأنه تهديد لأمنها وسرقة لخيراتها أيضًا.

الحرب في أوكرانيا مرشحة للتصعيد لأن الخطر على روسيا يزداد. لم تتخل روسيا عن هدفها في تأمين حدودها مهما كلفها ذلك. وحتى وقف القتال رفضته لأنها تعتبره شكلاً من أشكال التنويم لكسب الوقت وإعادة تسليح أوكرانيا لإلحاق الضرر بها.

قراءة في التاريخ تثبت أن الحزب الديمقراطي قام بـ 50 حربًا طوال تاريخه، لكنه لم يربح أي واحدة منها. سيخسر أيضًا حرب أوكرانيا دون شك، وستكون إهانة أخرى له بعد إهانة هروبه من أفغانستان تاركًا وراءه 85 مليار دولار من الأسلحة لصالح طالبان. سيواجه زيلينسكي ندمًا كبيرًا حيث لا ينفعه الندم.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…