‫الرئيسية‬ الأولى سيف عدالة القضية الصحراوية يشق أوهام المتآمرين ورشاوى بوريطة
الأولى - الدولي - مقالات - 19 أبريل، 2025

سيف عدالة القضية الصحراوية يشق أوهام المتآمرين ورشاوى بوريطة

سيف عدالة القضية الصحراوية يشق أوهام المتآمرين ورشاوى بوريطة
قياسًا بمقولة جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر وألمانيا النازية:”اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”…

تتكرر المحاولات اليائسة الرامية إلى التنفير من كفاح الشعب الصحراوي وتجريم وتشويه ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بأساليب وتكتيكات خبيثة مختلفة.

بدأ التشويه منذ ستينيات القرن الماضي، بالمصطلح المخيف “الفلاقة”، الذي استعملته أدوات الاستعمار الإسباني لوصم المقاومين والمناضلين الوطنيين. واستمر المسلسل بعد صفقة مدريد اللصوصية سنة 1975، بعبارات مثل “مرتزقة”، “مأجورون كوبيون”، “لاجئون شيوعيون تحتضنهم الجزائر”… ثم في مفارقة مضحكة، تم وسمهم لاحقًا بـ”الإرهابيين والمتشددين السلفيين”!

الحملة التي قادتها مؤخرًا صحيفة واشنطن بوست ليست عابرة ولا معزولة عن مواقف نُسجت في ظلام مطابخ بعض صناع القرار. وليست المرة الأولى التي تتكسر فيها مثل هذه المحاولات أمام صلابة الموقف الصحراوي وإصراره على خيار الاستقلال الوطني.

في سنة 2020، وخلال زيارتها لدولة مالي، صرحت وزيرة الدفاع الفرنسية بأن ملف الصحراء “أُغلق”، لتُعطي بذلك إشارة انطلاق معركة جديدة. خطط لهذه المعركة أن تشمل التصعيد العسكري شرق جدار الذل والعار، والدفع بإشاعات داخل الجبهة الصحراوية لإثارة الفتن والنعرات.

لكن قرار 13 نوفمبر 2020 التاريخي، بإستئناف الجيش الشعبي الصحراوي لأعماله القتالية، أربك المخطط، مما استدعى اللجوء لخطة بديلة تمثلت في استعراض “قنصليات الاعتراف” لبلدان مجهولة جغرافيًا وسكانيًا، مقابل رشاوى سياسية واقتصادية.

ورغم محاولات الواجهة الترويجية التي قادها ترامب عبر تغريدة على تويتر، ثم رسائل سانشيز وماكرون التي تجاوزت البرلمانات والمؤسسات الرسمية، فإن كل هذه التحركات تلاشت أمام الواقع السياسي والقانوني. وتجلّى ذلك في ديباجة تقرير مجلس الأمن في أبريل 2025، الذي نسف تفاؤل ممثل الاحتلال في الأمم المتحدة.

الحملة الحالية، التي تسعى لتشويه سمعة كفاح الشعب الصحراوي وشيطنة مسيرته التحررية، لا يمكن فصلها عن خطة أوسع تشمل خلق القلاقل في الساحل الإفريقي، ومحاولات التأثير على الجزائر إقليميًا، في مسعى لصناعة ضغط نفسي على الصحراويين، ودفعهم لقبول “الخيارات المرّة”.

لكن اليقظة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وقدرتها على المناورة والصمود، تبقى مكمن قوة الشعب الصحراوي في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة.

فالوحدة الوطنية، وتجنيد الطاقات، ورفع منسوب الوعي، يظلان الضمانة الحقيقية لمجابهة هذه الحرب الناعمة، مهما تعددت أدواتها وواجهاتها.

إن الشعب الصحراوي، كما في الأمس، لا يعوّل إلا على إرادته الحرة وجماهيره الصامدة في كل مكان.

فـسدّ فراغات الانتظار، وتوجيه الأقوال والأفعال صوب عدو واضح المعالم، هو الضمانة الوحيدة لتحصين المشروع الوطني، ورد كل حملات التشويه والتضليل.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق