صحيفة “واشنطن بوست”.. ضحية جديدة للمخابرات المغربية
يبدو أن المخزن المغربي ومخابراته لا يردعهم لا وازع أخلاقي ولا مهنية إعلامية، وهذه المرة تورّطت واحدة من كبريات الصحف الأمريكية، “واشنطن بوست”، في الترويج لرواية مفبركة عبر مقال شاركت في إعداده الصحفية المغربية الحاملة للجنسية الألمانية سعاد المخنت، إلى جانب لوف دي موريس.
المقال ادّعى أن مقاتلين من جيش جبهة البوليساريو شاركوا في الحرب السورية، وأن العشرات منهم معتقلون حاليًا في سجون ما يُعرف بـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) التي يقودها الجولاني. كما زعم التقرير أن إيران درّبت مقاتلين من البوليساريو، في إطار تحالفاتها الإقليمية، في إشارة لا تخفى خلفياتها السياسية.
اللافت في هذه الحملة التضليلية هو اعتمادها على منصة “تيك توك”، التي تحولت إلى مصدر لنشر الإشاعات والمعلومات الزائفة ضد الجزائر، حيث تستخدمها أطراف مقربة من المخزن لنشر محتوى مغلوط وموجه. وهنا، يُطرح تساؤل جدي حول الدور المنتظر من السلطات الجزائرية في مخاطبة الشركة المالكة للمنصة (الصينية الأصل)، بهدف ضبط هذا الانفلات وتفنيد الأكاذيب التي تمس بسيادة الجزائر ووحدة أراضيها. المطلوب ليس فقط الاكتفاء بالردود الإعلامية المحلية، بل اتخاذ خطوات رسمية لحماية الرأي العام الوطني، خاصة فئة الشباب، من التضليل الممنهج.
أما الزعم بشأن العلاقة بين البوليساريو وإيران، فهو ليس بالجديد، إذ يعمد المخزن إلى إحيائه من حين لآخر عبر سيناريوهات مختلفة، تارة عبر سوريا وتارة من خلال تندوف. غير أن هذه المزاعم لا تصمد أمام حقائق الميدان، فالجيش الصحراوي يملك من الخبرة القتالية والتكوين ما يجعله في غنى عن أي دعم إيراني أو غيره. والهدف الحقيقي من هذه الدعاية واضح: محاولة إدراج البوليساريو ضمن قائمة “الميليشيات التابعة لإيران” في خطاب الإدارة الأمريكية، لدفعها إلى اتخاذ مواقف معادية منها، وإقصائها من مسار التسوية الأممية.
ورغم ذلك، فإن صحيفة “واشنطن بوست” مشكورة، نشرت بتاريخ 13 أبريل، بيان تكذيب رسمي صادر عن جبهة البوليساريو، فنّدت فيه كل ما ورد في المقال، وأكدت أن الجبهة لا علاقة لها بأي صراع خارج أراضي الصحراء الغربية المحتلة، وأن نضالها يقتصر على تحقيق الاستقلال وإنهاء الاحتلال المغربي القائم منذ 1975.
مرة أخرى، يفشل المخزن المغربي في محاولاته توظيف الإعلام الغربي لتشويه صورة جبهة البوليساريو، ويتلقى صفعة مدوية بإقرار من الصحيفة الأمريكية نفسها. كما يجب التذكير بأن المخيمات التي يعيش فيها الشعب الصحراوي تقع في أراضي صحراوية محررة محاذية للحدود الجزائرية، وليست على التراب الجزائري كما تدعي الرباط مرارًا.
وكما يقول المثل: “حبل الكذب قصير”. والإصرار على استخدام الإعلام كأداة دعائية لم يعد يمر دون كشف وفضح، وآخر ضحايا هذه الدعاية الرخيصة كانت صحيفة “واشنطن بوست” نفسها.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…