عاجل | البوليساريو ترفض مشروع القرار الأمريكي وتلوّح بمقاطعة أي مفاوضات

عاجل | البوليساريو ترفض مشروع القرار الأمريكي وتلوّح بمقاطعة أي مفاوضات

في موقف حازم يعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي حول ملف الصحراء الغربية، أعلنت جبهة البوليساريو اليوم أنها لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات على أساس مشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن، معتبرة أنه يشكل “انحرافاً خطيراً وغير مسبوق” عن الأسس القانونية والسياسية التي تحكم قضية الصحراء الغربية كملف تصفية استعمار.

وفي رسالة رسمية وجّهها ممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة والمنسق مع بعثة المينورسو إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، أوضح أن البوليساريو، “وبناءً على تعليمات من سلطاتها”، أحاطت علماً بمشروع القرار الذي قدّمته الولايات المتحدة الأمريكية يوم 22 أكتوبر 2025 بصفتها الدولة الحاملة للقلم بشأن تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.

وأكد ممثل الجبهة أن نص المشروع “يعكس الموقف الوطني للولايات المتحدة الأمريكية” ويُعدّ انحرافًا عن مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الصحراء الغربية إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي، خاضعاً لحق تقرير المصير. وأضاف أن المشروع يحتوي على عناصر “تضرب أسس عملية السلام الأممية وتشكل انتهاكاً خطيراً للوضع الدولي للإقليم”.

وشدّد على أن مجلس الأمن، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة والفصول ذات الصلة، قد حدّد إطار التسوية في مفاوضات مباشرة بين الطرفين تحت رعاية الأمين العام، دون شروط مسبقة وبحسن نية، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأشار ممثل البوليساريو إلى أن محكمة العدل الدولية أكدت منذ 1975 أن السيادة على الصحراء الغربية تعود حصريًا للشعب الصحراوي، الذي يتمتع بحق غير قابل للتصرف أو المساومة أو التقادم في تقرير مصيره بحرية وديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة. وبناء على ذلك، قالت الجبهة إن أي مقاربة تحدد مسبقًا نتائج المفاوضات أو تقيد ممارسة هذا الحق تُعدّ مرفوضة بالكامل.

وأضاف البيان أن الجبهة “لا تزال ملتزمة بتحقيق سلام عادل ودائم”، مشيرًا إلى أنها قدّمت للأمين العام للأمم المتحدة في 20 أكتوبر 2025 مقترحًا موسعًا يعكس استعدادها للانخراط الإيجابي في العملية السياسية على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير.

لكنها حذّرت في المقابل من أنه في حال تمرير مشروع القرار الأمريكي دون تعديل جوهري يأخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار، فإنها ستقاطع أي عملية سياسية أو مفاوضات مستقبلية مبنية على محتواه.

وختمت البوليساريو رسالتها بالتعبير عن ثقتها في أن أعضاء مجلس الأمن سيلتزمون بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، داعيةً جميع الأطراف الدولية إلى استخدام نفوذها “بشكل بنّاء” لتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات جادة وذات مصداقية بين الجبهة والمغرب، دون شروط مسبقة، وبحسن نية، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وشددت الجبهة على أن هذا هو “السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة”، مؤكدة أن أي تجاوز لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره “لن يؤدي إلا إلى تقويض مصداقية الأمم المتحدة وتهديد الاستقرار في شمال إفريقيا”.