‫الرئيسية‬ الأولى عُقدة الجزائر تُفجّر لقجع داخل البرلمان
الأولى - رياضة - مقالات - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

عُقدة الجزائر تُفجّر لقجع داخل البرلمان

عُقدة الجزائر تُفجّر لقجع داخل البرلمان
أطلق فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم في المروك والوزير المكلّف بالميزانية في حكومة أخنوش، سلسلة تصريحات عدائية تجاه الجزائر داخل قبة برلمان مملكة ما بين الواديين، متهمًا الجزائر بـ“عداء الوحدة الترابية” التي يروّج لها النظام المروكي منذ احتلاله للصحراء الغربية سنة 1975. تصريحات لقجع جاءت في سياق سياسي مأزوم تحاول فيه الرباط تعليق فشلها الداخلي والخارجي على شماعة الجزائر، متجاهلًا أن الأمم المتحدة صنّفت الإقليم منذ سنة 1963 كقضية تصفية استعمار، أي قبل دعم الجزائر للشعب الصحراوي المنكوب الذي تعرّض للتهجير والقتل والتشريد.

الغريب أن لقجع، الذي كان يُستقبل في الجزائر بأكثر مما يستحق ويعامل بمجاملة مفرطة داخل القطاع الرياضي، خرج اليوم ليصف الجزائر بأنها “دولة معزولة”، بينما الوقائع تكذّبه بالكامل. فالجزائر تستقبل يوميًا وفودًا رسمية من مختلف القارات، ورئيس الجمهورية يزور ويُستقبل في العواصم الكبرى، في حين يعيش المروك عزلة دبلوماسية خانقة لا يكسرها إلا زيارات مسؤولين من الكيان الصهيوني، سرًا وعلنًا، خلال العقدين الأخيرين.

أما محاولة لقجع قلب الحقائق بشأن تنظيم كأس إفريقيا فتكشف حجم الارتباك داخل الخطاب المروكي. فالجزائر هي من تقدّمت رسميًا بملفها أولًا، بينما جاء ترشّح المروك لاحقًا، وهو من دخل لينافس الجزائر، وليس العكس. ادعاءات بعض مسؤولي “جامعة الشؤم” الذين يروّجون بأن الجزائر “انسحبت” لصالح المروك ليست سوى دعاية بائسة تناقض الكرونولوجيا والوثائق الرسمية، وتعكس عجز الرباط عن مواجهة الرأي العام بدون تلفيق.

لقجع، الذي يحاول إرضاء ملكه المتهالك وتبرير أزمات المروك الداخلية، لم يتردد في المتاجرة بالملف الصحراوي داخل جلسة برلمانية، رغم أن القانون الدولي أوضح من الشمس: محكمة العدل الدولية أصدرت سنة 1975 رأيًا قطعيًا يفيد بأن المروك لم تكن له أي سيادة على الصحراء الغربية. المحكمة الأوروبية كررت الأمر نفسه في سلسلة أحكام تفصل بوضوح بين التراب المروكي وإقليم الصحراء الغربية. الأمم المتحدة كذلك، ومجلس الأمن رغم كل الضغوط، لم يعترف يومًا بالسيادة المزعومة، ويواصل التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

فمن أقنع لقجع بأن الجزائر “عدوّة” للمروك، بينما الجزائر لا تتدخل في شؤون أحد ولا تتبنّى سياسة توسعية؟ ومن أوهمه بأن المروك أصبح قوة إقليمية لمجرد توقيعه اتفاقيات تطبيع مع “إسرائيل”؟ وهل تحوّل التطبيع إلى معيار لتقييم المكانة الدولية حتى تصبح العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني “انتصارًا” للمروك؟

الأدهى من ذلك أنّ لقجع يتجرّأ على مهاجمة الجزائر بينما قطاع الرياضة عندنا ما يزال يسمح لنفسه بالتعامل معه ومع محيطه وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن الشتائم والاتهامات والتحريض العلني لا تعني شيئًا. لقد وصل الأمر إلى حدّ أن مسؤولي الرياضة في الجزائر يجدون أنفسهم يُصافحون ويتعاملون مع أشخاص يصفون الجزائر بـ“العدو” في برلمانهم.

لقد آن الأوان لمراجعة شاملة وعميقة داخل قطاع الرياضة الجزائري، لأن التهاون مع من يسيء للجزائر لم يعد مقبولًا. فالوطن ليس مجالًا للمجاملة، ولا للتسامح مع من يحوّل المنابر البرلمانية في المروك إلى منصات للهجوم على الجزائر وقلب الحقائق وتشويه التاريخ.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

من يحكم فعليًا في مملكة المروك؟

أثار خطاب ملك المروك، الذي دعا فيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى “حوار مباشر بين الأش…