‫الرئيسية‬ الأولى غريب يشرف على انطلاق أولمبياد المهن بوهران
الأولى - الحدث - الوطني - ‫‫‫‏‫يوم واحد مضت‬

غريب يشرف على انطلاق أولمبياد المهن بوهران

غريب يشرف على انطلاق أولمبياد المهن بوهران
انطلقت في مدينة وهران فعاليات النسخة الأولى من الأولمبياد الوطنية للمهن في أجواء مميزة تؤشر لمرحلة جديدة في مسار التكوين المهني بالجزائر، حيث أشرف الوزير الأول سيفي غريب على الافتتاح الرسمي للتظاهرة بحضور ممثلين عن هيئات حكومية ومؤسسات قطاعية وخبراء في مختلف مجالات المهارات. وقد شكّل هذا الحدث محطة مهمة بالنظر إلى رمزيته كأول تظاهرة وطنية من نوعها، وكحدث يتزامن مع الانضمام الرسمي للجزائر إلى منظمة “وورلد سكيلز إفريقيا”، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو ترسيخ ثقافة الإتقان والابتكار في المهن الحرفية والتقنية. وفي كلمته الافتتاحية، أكّد الوزير الأول أنّ تنظيم هذه التظاهرة يأتي انسجامًا مع الرؤية الشاملة التي أمر بها رئيس الجمهورية من أجل تطوير قطاع التكوين والتعليم المهنيين وجعله رافدًا أساسيًا في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن نجاح الدول اليوم لم يعد مرتبطًا بالمعارف النظرية فقط، بل بالقدرة على تحويلها إلى مهارات عملية قادرة على مجاراة التطورات التكنولوجية المتسارعة.

وأضاف غريب أنّ تطوير منظومة التكوين المهني أصبح أولوية حكومية خلال السنوات الأخيرة، وقد تجسّد ذلك من خلال توسيع شبكة المؤسسات التكوينية وتحديث البرامج واعتماد آليات بيداغوجية وتقنية تضمن تخريج كفاءات قادرة على الاندماج الفعلي في سوق العمل. وشدد على أن الأولمبياد الوطنية للمهن تمثل فضاءً للتنافس الإيجابي والإبداع، وفرصة لتسليط الضوء على قدرات الشباب الجزائري وإبراز مدى استعدادهم للمساهمة في قيادة الاقتصاد الوطني مستقبلاً من خلال كفاءات متخصصة ومتقنة. كما أشار إلى أن هذه التظاهرة لا تُعد مجرد منافسة، بل مختبرًا لإنتاج مهارات جديدة، ومنصة لتبادل الخبرات بين مختلف المشاركين القادمين من ولايات الوطن، ما يعزز روح المشاركة ويمنح صورة واقعية عن الإمكانات البشرية التي تزخر بها الجزائر.

وتشهد التظاهرة مشاركة واسعة للشباب من مختلف التخصصات، بعد مراحل انتقاء محلية وجهوية سمحت باختيار نخبة من المتأهلين للتنافس في مجالات تمتد من التكنولوجيا الحديثة إلى المهن الصناعية والحرف الفنية والخدمات. ويواكب الحدث حضور لجان تحكيم تضم خبراء في تخصصاتهم، إضافة إلى تجهيزات تقنية وورشات أُعدّت وفق معايير دولية، بما ينسجم مع طبيعة المنافسات التي تسعى إلى محاكاة الاختبارات العالمية لمنظمة “وورلد سكيلز”. ويُنتظر أن تساهم هذه الدورة في تعزيز مكانة التكوين المهني داخل المنظومة الاقتصادية، خاصة في ظل حاجة السوق الوطنية إلى موارد بشرية مؤهلة ومتخصصة، قادرة على الاندماج في قطاعات استراتيجية كالبناء، الرقمنة، الصناعة التحويلية، الطاقات المتجددة والخدمات.

وتعكس هذه الأولمبيادات الإرادة الواضحة في جعل التكوين المهني مسارًا ذا قيمة مضافة، وليس مجرد خيار تعليمي ثانوي. فإضافة إلى أنها تتوافق مع توجهات الدولة الرامية إلى دعم المقاولاتية وتنويع الاقتصاد، فإنها تفتح آفاقًا أوسع للشباب نحو الاندماج المهني أو إنشاء مشاريعهم الخاصة بناءً على مهارات مكتسبة ومُقاسة بمعايير دقيقة. كما تشكل خطوة أساسية لتعزيز إشعاع الجزائر ضمن شبكة المهارات الإفريقية، حيث يسمح الانضمام إلى “وورلد سكيلز إفريقيا” بالاستفادة من تبادل الخبرات، ورفع مستوى التكوين، والمشاركة في تظاهرات قارية ودولية ترفع من تنافسية الكفاءات الجزائرية.

وتُختَتم هذه التظاهرة بتتويج الفائزين الذين سيشكلون نواة فريق وطني مستقبلي قادر على تمثيل الجزائر في المنافسات الإقليمية والدولية، وهو ما يُعد خطوة نحو تعزيز الوعي المجتمعي بقيمة المهن التقنية والحرفية ودورها المحوري في صناعة التحول الاقتصادي. ومع النجاح التنظيمي اللافت لهذه الدورة الأولى، يترقب المتابعون أن تتحول الأولمبياد الوطنية للمهن إلى موعد سنوي ثابت، ورهان وطني يُعتمد عليه في رسم مسار أكثر حداثة وفعالية لمنظومة التكوين المهني في البلاد.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر تُسقط السعودية بأداء مرعب!

حقق المنتخب الوطني الجزائري فوزًا مستحقًا على نظيره السعودي بنتيجة 2–0، في اللقاء الودي ال…