‫الرئيسية‬ في الواجهة أحوال الناس أحوال الجالية غزافييه دريانكور.. يتجاهل مخاوف أوروبا ويركز على الجزائر !
أحوال الجالية - 28 يونيو، 2024

غزافييه دريانكور.. يتجاهل مخاوف أوروبا ويركز على الجزائر !

غزافييه دريانكور.. يتجاهل مخاوف العالم ويركز على الجزائر!
في مقال نُشر في صحيفة “لو فيغارو”، يطرح غزافييه دريانكور، الدبلوماسي والسفير الفرنسي الأسبق في الجزائر، مخاوف الجزائر حيال الانتخابات التشريعية الفرنسية دون أن يحدد الجهة الجزائرية التي عبرت له عن هذه المخاوف. يعبر السفير عن قلقه من تأثير نتائج هذه الانتخابات على العلاقات بين البلدين وعلى الوضع في المنطقة.

من الطبيعي أن تكون الجزائر مهتمة بتطورات الوضع السياسي في فرنسا، نظرًا للعلاقات التاريخية بين البلدين. ولكن القلق من أن تؤدي الانتخابات الفرنسية إلى تغيير جذري في السياسة الفرنسية تجاه الجزائر مبالغ فيه، بالإضافة إلى تجاهل القلق الأوروبي المُعبر عنه علناً من صعود اليمين الفرنسي المتطرف. الجزائر، مثلها مثل أي دولة أخرى، تراقب عن كثب الشؤون الداخلية لدول ذات تأثير كبير على سياساتها الإقليمية والدولية.

تشير إحصاءات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) إلى أن هناك حوالي 1.7 مليون جزائري يقيمون في فرنسا دون حساب مزدوجي الجنسية، مما يجعل الجالية الجزائرية واحدة من أكبر الجاليات في بلاد الجن والملائكة. هذه الجالية محل اهتمام دائم ومستمر من طرف الحكومة الجزائرية، لذا فإن متابعة الوضع السياسي في فرنسا تدخل ضمن الاهتمام بالمهاجرين المقيمين في هذا البلد.

يشير دريانكور إلى أن العلاقة بين فرنسا والجزائر كانت في تحسن مستمر حتى وقت قريب، حيث كانت هناك استعدادات لزيارة دولة محتملة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس. هذا التحسن في العلاقات يعكس رغبة حقيقية من الجانبين في تعزيز التعاون وتجاوز الماضي الاستعماري. ومع ذلك، فإن التغيرات السياسية الداخلية في فرنسا، سواء أكانت الانتخابات التشريعية أم الرئاسية، ليست بالضرورة مؤشرًا على تراجع هذه العلاقات.

ينبع القلق الأكبر، حسب دريانكور، من احتمال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية، وهو ما يمكن أن يعيد تشكيل السياسة الفرنسية تجاه دول شمال أفريقيا وأوروبا بشكل عام والجزائر بشكل خاص. ولكن حتى في حال تحقق هذا السيناريو، فإن الجزائر لديها القدرة على التعامل مع أي حكومة فرنسية من خلال الحوار والدبلوماسية. العلاقات الدولية تقوم على المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل، وليس فقط على التوجهات الأيديولوجية للحكومات.

وفقًا للبيانات الصادرة عن السفارة الفرنسية في الجزائر، فإن فرنسا تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للجزائر. في عام 2022، بلغت قيمة الصادرات الجزائرية إلى فرنسا حوالي 4.3 مليار دولار، بينما بلغت الواردات من فرنسا حوالي 5.6 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس أهمية العلاقة الاقتصادية بين البلدين، والتي تعتبر عامل استقرار رئيسي في العلاقات الثنائية.

يمكن القول إن القلق الجزائري من الانتخابات الفرنسية مفهوم إذا كان هناك قلق فعلي، ولكنه ليس بالضرورة مبررًا للهلع أو التشاؤم. العلاقات بين فرنسا والجزائر أعمق وأقوى من أن تتأثر بتغيرات سياسية عابرة حتى وإن صعد، حسب تمنيات دريانكور، اليمين المتطرف العنصري مثله.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…