فرنسا تخطط لخطف رياضي جودو جزائري واعد
صرّح رياضي الجودو السابق عبد الكريم رويبط بأنه مُعاقب لمدة 50 سنة من قبل اتحاد الجودو الجزائري في سابقة هي الأولى من نوعها، مشيرًا إلى أن اسمه يستحق أن يُدرج في كتاب غينيس للأرقام القياسية. كان الاعتقاد السائد أن نورين ومدربه هما فقط من تعرضا للإقصاء لمدة 10 سنوات، وهي مدة طويلة جدًا تتجاوز ما تسمح به لوائح الاتحاد الدولي لرياضة الجودو. وبعد البحث في الأمر، تبين أن اللجنة الأولمبية الجزائرية هي من اقترحت فرض هذه العقوبة القاسية على الرياضي والمدرب بعد رفضهما مواجهة الرياضي الإسرائيلي في طوكيو.
عبد الكريم رويبط تحدث عن ابنه الناشئ الذي يلعب حاليًا في اتحاد الجودو الجزائري، ولكنه يتعرض للتهميش، في حين تعمل الاتحادية الفرنسية للجودو على استقطابه بعد متابعة أدائه في مختلف المباريات التي شارك فيها. وتعتبره الاتحادية الفرنسية، حسب الوثيقة التي أُرسلت إلى والده، رياضيًا ماهرًا وخارقًا للعادة ومتفوقًا على زملائه من جيله، مما يجعل الاستثمار فيه ضروريًا.
والد الرياضي تحدث عن العراقيل التي يواجهها ابنه في الالتحاق بالتدريبات والمنافسات التي تُجرى في الجزائر، وأشار إلى أنها عادةً لا تخضع لأي برمجة مسبقة، ولا يمكن الالتزام بها. حتى أن ابنه لا يتلقى الدعوات والمراسلات الضرورية التي يجب أن تُقدم للمدارس لتبرير الغيابات. ووصف طريقة التسيير بأنها اعتباطية وفوضوية ولا تليق ببلد مثل الجزائر، على عكس ما هو معمول به في البلدان الأوروبية.
لا أعرف لماذا تذكرت والد الفتاة التي قُتلت على يد أحد المجرمين وهي في طريق عودتها من المدرسة إلى المنزل في مدينة الدويرة. حاول الأب المسكين معرفة السبب وراء ارتكاب تلك الجريمة البشعة، وصُدم عندما استمع لشرح القاتل، الذي برر فعلته بأنه قد ألقى عليها التحية عدة مرات ولم ترد عليه وتكبرت عن الكلام معه. قتلها لهذا السبب فقط. وكم هو حجم الذاتية في المجتمع الجزائري التي تدمر بها أي مسؤول أو مواطن أو رياضي أو إطار لمجرد أمور تافهة.
هل يُعقل أن يُعاقب رياضي بتوقيفه لمدة 50 سنة ومنعه من ممارسة مهنته أو هوايته؟ أليس هذا إجرامًا في حق الرياضي؟ ولماذا لا توضع آليات لحل مثل هذه المعضلات، بحيث يتمكن أي مواطن جزائري يتعرض للظلم والتعسف من اللجوء إليها لطرح قضيته، للحد من الإفراط في استعمال السلطة في غير محلها؟ ألم يحن الوقت لفرض اختبارات نفسية على أي مسؤول قبل تعيينه لمعرفة مدى تأثير الذاتية والأمراض النفسية التي يحملها وخطرها على الآخرين الذين سيكون مسؤولاً عنهم؟
لم يجف حبر قضية نورين الرياضي ومدربه الذين اقترحت الاتحادية الجزائرية، على الاتحاد الدولي للجودو أن يعاقبهما بالتوقيف لمدة 10 سنوات، بينما القانون الدولي ينص على 4 سنوات، لأن الرياضي بدعم من مدربه والسلطات رفض مواجهة الإسرائيلي في ألعاب طوكيو.
كما كشفت بعض المعلومات عن وجود جزائريين في الاتحاد الدولي للجودو يعملون ليل نهار على تدمير الرياضيين الجزائريين ويخططون لإقصائهم عبر تنظيم مواجهات لهم مع الإسرائيليين عمدًا لإخراجهم من المنافسة، كما حدث في باريس. وتوجه أصابع الاتهام إلى الجزائري المكلف بالبرمجة والإعلام الآلي. وهذا الأمر ليس جديدًا في مجال الإقصاء، إذ لا تزال هناك عشرات المناصب في المؤسسات والهيئات الدولية شاغرة، وتدفع الجزائر أقساطها المالية سنويًا ولا تعين فيها أي جزائري إلا إذا كان من المقرّبين.
الحقد والكراهية وممارسة الإقصاء والتهم الملفقة في التقارير الكيدية تكاد تكون سياسة رسمية. وإذا لم نضع لها حدًا وبحزم، فإن الدمار سيكون خطيرًا على بلد الشهداء.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…