‫الرئيسية‬ الأولى فرنسا تعيد ترتيب أدواتها ضد الجزائر.. “شكّال” جديد يقود جوقة الحركى 2.0
الأولى - الوطني - مقالات - 21 يوليو، 2025

فرنسا تعيد ترتيب أدواتها ضد الجزائر.. “شكّال” جديد يقود جوقة الحركى 2.0

فرنسا تعيد ترتيب أدواتها ضد الجزائر.. "شكّال" جديد يقود جوقة الحركى 2.0
تشهد الساحة المعادية للجزائر انضمام “رئيس جوق” جديد قديم، وهو صحفي فرنسي متمرّس في متابعة الشبكات الإسلاموية، عمل لسنوات طويلة بتنسيق وثيق مع المخابرات الفرنسية. هذا الوجه المعروف في بلاطوهات القنوات التلفزيونية، والذي يبدو أكثر “رصانة” من بقية المهرّجين المستهلكين الذين احترقت أوراقهم بعد ارتمائهم في أحضان المخابرات المغربية، قد يشكل ورقة جديدة تحاول بها باريس إعادة فرض تأثيرها على الساحة الجزائرية عبر الحرب الإعلامية.

قرار اللجوء إلى هذا “الفارس الجديد” لا يبدو عشوائيًا. هو اسم يملك هامشًا من المصداقية لدى جزء من الرأي العام الفرنسي والفرنكوفوني، وغير مرتبط مباشرة بأجهزة مخابرات “جلالة الملك” في الرباط، كما أنه مدعوم بشبكات ضغط فرنسية قوية، ظهرت إلى العلن خلال فضيحة “مارلين شيابا”، التي وصلت به إلى أروقة التحقيق أمام لجنة برلمانية فرنسية.

الصحفي المعني معروف بعلاقاته الخاصة داخل الجزائر، حيث كان يتردد في زمن سعيد بوتفليقة، ويُستقبل من قبل شخصيات رفيعة في السلطة، مدنية وعسكرية، شأنه شأن إعلاميين آخرين كانوا يحظون بترحيب في قنوات اعتبرتها السلطة آنذاك “معارضة”، في حين أنهم كانوا مطلعين على ما لا يملكه حتى صحفي جزائري قضى أكثر من 30 سنة في المهنة داخل البلاد.

الرهان الفرنسي على هذا “القائد الإعلامي الجديد” جاء على ما يبدو لتطهير واجهة المعركة من بقايا المخزن وأتباعه الذين سقطوا في أعين الجزائريين، وفقدوا كل تأثير أو مصداقية. كما أن الأجهزة الفرنسية لم تعد تثق فيهم لتسريب معلومات حساسة عن الجزائر، أو عن شخصياتها الرسمية التي تزور فرنسا.

المؤشرات جميعها تدل على أن باريس بصدد إعادة هيكلة غرفة عمليات البروباغندا ضد الجزائر، بهدف خلق البلبلة، وزعزعة الاستقرار الداخلي، لا سيما في العاصمة. ويبدو أن بعض التحركات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من طرف وجوه سلفية وهابية، تحمل بصمات إيعاز خارجي لإعادة تنشيط الخطاب التحريمي في المجتمع، تمامًا كما حدث في مرحلة ما قبل الإرهاب، عندما استُخدمت “فتاوى الحلال والحرام” كغطاء تمهيدي لنشر الفكر التكفيري في الشارع.

لكن الجديد هذه المرة، أن الحرب ليست فقط دعائية، بل مدعومة بتقنيات متطورة، مثل الطائرات المسيّرة المجهّزة بأنظمة رؤية دقيقة تعمل ليلًا ونهارًا، مما يؤشر على أبعاد أكثر خطورة في المعركة ضد الجزائر.

ما يُنشر اليوم من فيديوهات متسارعة من طرف هذا “شكّال” العصري، خاصة تلك التي تستهدف رئاسة الجمهورية والمحيط المباشر بالرئيس تبون، يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك تنظيمًا كاملاً أعيد بناؤه خصيصًا لتقويض الاستقرار الجزائري. والسبب الحقيقي الذي يزعج فرنسا هو التوجّه الوطني للرئيس تبون، والذي يتناقض كليًا مع ما اعتادت عليه باريس في تعاطيها مع الحكومات الجزائرية السابقة.

إن الدفاع عن هذا التوجّه الوطني يتطلب أكثر من مجرد ردود إعلامية، بل يحتاج إلى تأسيس جبهة سياسية وطنية جامعة، تتبنى هذا المشروع السيادي وتحميه وتمنحه إطارًا مؤسسيًا يضمن استمراريته، لأن غياب الخط الوطني عن الحكم في الجزائر لفترات طويلة هو ما جعل البلاد عرضة لاختراقات كهذه.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…