فضيحة أوروبية.. اتهامات باطلة لروسيا وتشويش GPS وهمي على طائرة فون دير لاين

فضيحة أوروبية.. اتهامات باطلة لروسيا وتشويش GPS وهمي على طائرة فون دير لاين

بعد تصريح رسمي من المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بأن طائرة رئيسة المفوضية الأوروبية، طبيبة التوليد السيدة أورسولا فون دير لاين، تعرضت للتشويش من طرف الروس أثناء محاولتها الهبوط في بلغاريا خلال زيارة رسمية لتفقّد بعض مصانع إنتاج الأسلحة الحربية في هذا البلد.

التصريح يقول إن نظام الـ”جي بي أس” الخاص بالطائرة تعرض للتشويش من الروس، مما اضطر الطيار إلى استعمال الخرائط التقليدية للهبوط في المطار. وتضيف المعلومة أن هذا تسبب في تأخر الطائرة لأكثر من ساعة عن موعد وصولها إلى بلغاريا.

بعد الإعلان عن الحادثة، حاول العديد من خبراء الطيران التأكد من الأمر، وما وجدوه يُعتبر فضيحة وعارًا على رئيسة المفوضية الأوروبية، التي اتهمت روسيا باتهامات خطيرة وباطلة قد تؤدي إلى عواقب بالغة الخطورة في العلاقات بين الدول.

خبراء الطيران، وبعد تفحص مسار الطائرة، وجدوا أن التأخير لم يتجاوز 8 أو 9 دقائق عن الموعد المقرر، وليس ساعة كما أُعلن رسميًا. وقد نُشرت المعلومات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم جرى تدارك الخطأ عبر توضيح أن الإقلاع من بروكسل تأخر ساعة كاملة عن الموعد المعلن.

بيان السلطات البلغارية الأخير نفى وجود أي تشويش روسي على نظام الـ”جي بي أس” الأمريكي، وكذلك فعلت الخارجية الروسية التي كذّبت التهمة الأوروبية ضد موسكو. ثم يضيف الخبراء: لو كان ما صرّحت به المفوضية صحيحًا، لكان على رئيسة المفوضية العودة إلى بروكسل عبر وسائل نقل أخرى، لا أن تواصل رحلاتها داخل بلغاريا على متن نفس الطائرة. كما يشيرون إلى أن الطائرة مزودة بعدة وسائل بديلة يمكن الاعتماد عليها لتأمين هبوط آمن في كل الظروف.

لماذا إذن اتهمت رئيسة المفوضية روسيا بالتشويش على طائرتها؟ من المؤكد أن الهدف هو الإساءة إليها أو على الأقل تحذيرها. فكيف يمكن لمسؤولة تنفيذية على رأس 27 دولة أوروبية أن تطلق اتهامًا بهذه البساطة والسذاجة، ودون أي دليل؟

ما الذي كانت تسعى أورسولا فون دير لاين إلى تحقيقه من وراء مثل هذا الاتهام؟ المؤكد أن الكذب يخفي خلفه مخططات تُحضّر لإعلان حالة حرب ضد الروس، وأن الهدف هو تهيئة الرأي العام الأوروبي لاحتمال اندلاع مواجهة مع موسكو. لكن ما يمنع ذلك حاليًا هو الموقف الأمريكي المتخوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة لن تكون الولايات المتحدة في مأمن منها، كما وعد الروس صراحة في تصريحات رسمية عديدة.

تصرّفات فان دير لاين تؤكد ما قاله الراحل هنري كيسنجر في منتدى دافوس: حكام الغرب مجموعة من الحمقى.