‫الرئيسية‬ الأولى قال إن “فرنسا مدينة لصنصال بالحماية”: روتايو يتجاوز المحظور!
الأولى - الوطني - 26 نوفمبر، 2024

قال إن “فرنسا مدينة لصنصال بالحماية”: روتايو يتجاوز المحظور!

قال إن "فرنسا مدينة لصنصال بالحماية": روتايو يتجاوز المحظور!
تجاوز وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو الأعراف الدبلوماسية خلال تصريحاته لقناة فرانس أنفو بشأن اعتقال الكاتب بوعلام صنصال. وصف الوزير الكاتب بأنه “فرنسي عظيم” وأكد أن “فرنسا مدينة له بحمايته”، في كلام يحمل إيحاءات تنطوي على تدخل غير مبرر في شؤون الجزائر، مما يتعارض مع مبادئ السيادة الوطنية.

روتايو لم يكتفِ بهذا الوصف المثير للجدل، بل زاد الأمر تعقيدًا عندما أشار إلى علاقة شخصية تربطه بصنصال، كاشفًا عن تبادل رسائل بينهما قبل الاعتقال. جاءت هذه التصريحات في ظل ظروف متوترة تشهدها العلاقات الجزائرية-الفرنسية، نتيجة مواقف باريس الأخيرة تجاه قضايا إقليمية حساسة، أبرزها دعم خطة “الحكم الذاتي” المغربية في قضية الصحراء الغربية.

تصريحات الوزير الفرنسي تعكس من جديد النظرة الاستعلائية التي تتبناها بعض النخب السياسية الفرنسية تجاه الجزائر، وكأنها محاولة لإملاء كيفية تعامل الجزائر مع شخصية تجهل التاريخ والجغرافيا كصنصال. هذه التصريحات تظهر تجاهلًا واضحًا لحساسية التاريخ المشترك بين البلدين، وإصرارًا على إعادة إنتاج عقلية استعمارية لم تتخلَّ عنها بعض الأوساط الفرنسية.

بوعلام صنصال، الذي أثار الجدل مرارًا بتصريحاته وكتاباته المسيئة، يُعد شخصية تعكس حالة انقطاع عن واقع الجزائر وهويتها. تصريحاته التي زعم فيها أن “مدنًا في الغرب الجزائري كانت جزءًا من المغرب تاريخيًا” قوبلت باستنكار رسمي وشعبي، حيث وصفت الجزائر هذه التصريحات بأنها تزييف متعمد للحقائق الجغرافية والتاريخية، ما يجعل صنصال موضع انتقاد واسع.

ما يجعل تصريحات روتايو أكثر خطورة هو استخدامها لقيمة حرية التعبير كغطاء لتبرير مواقف تتعدى على حقوق الشعوب وهوياتها. حرية التعبير، وإن كانت مبدأً ساميًا، لا يمكن أن تصبح أداة لنشر روايات تستهدف تقويض الهوية الوطنية أو خدمة أجندات سياسية معينة. هذه الازدواجية في المواقف تعكس تناقضًا في تعامل بعض الأوساط الفرنسية مع مفهوم السيادة الوطنية.

الإصرار على الترويج لجنسية صنصال الفرنسية، مع التغاضي عن جذوره الجزائرية، يعكس محاولة لإنكار هويته الأصلية، مما يُظهر استمرار بعض النخب في النظر إلى الجزائر من منظور استعماري. هذا النهج لا يعزز العلاقات الثنائية، بل يفاقم التوترات بين البلدين.

احترام الأعراف الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هما أساس العلاقات الدولية السليمة. الجزائر، التي كافحت لنيل استقلالها، لن تتسامح مع أي تصريحات أو أفعال تمس سيادتها أو كرامتها، وستظل صامدة أمام كل محاولات التأثير على استقلالها الوطني.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…