‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية قضية فريد بن شيخة والطابور الخامس
الافتتاحية - 1 أكتوبر، 2024

قضية فريد بن شيخة والطابور الخامس

قضية فريد بن شيخة والطابور الخامس
تكشف قضية فريد بن شيخ، المدير العام السابق للأمن الوطني الجزائري، عن خيوط خطيرة لتغلغل الطابور الخامس داخل المؤسسات الأمنية وارتباطاته المشبوهة بالقوى الخارجية، وخاصة الفرنسية. الاتهامات الموجهة إليه تتعلق بالتآمر على مؤسسات الدولة من خلال التواصل مع مسؤولين فرنسيين وناشطين إلكترونيين بهدف إضعاف السلطة الجزائرية وزعزعة استقرارها. يشير التحقيق إلى أن هذه العلاقات قد تم توظيفها لتنفيذ أجندات خارجية معادية للجزائر، وهو ما يثير مخاوف حول مدى تأثير هذا الاختراق على الأمن الوطني.

التقارير المنشورة حول القضية تسلط الضوء على العلاقة بين بن شيخ وسفير فرنسي سابق وضابط في السفارة الفرنسية، بالإضافة إلى ناشطين “معارضين” في الخارج. هذا النوع من الارتباط يمثل تهديدًا خطيرًا لسيادة الدولة، حيث يسعى الطابور الخامس لاستغلال تلك الروابط لعرقلة الإصلاحات الجارية وضرب استقرار مؤسسات الدولة.

لقد تحدث الرئيس عبد المجيد تبون في مناسبات عديدة عن محاولات الطابور الخامس للتشويش على الإصلاحات التي يقودها منذ وصوله إلى الحكم. وأكد الرئيس أن هذه الجماعات التي كانت في السابق في حالة “سبات” خلال عهد الرئيس الراحل بوتفليقة، بدأت في التحرك فقط بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة. هذا التحرك يكشف عن استياء تلك الجماعات، التي لطالما كانت مستفيدة من النظام السابق ومن سياساته التي خدمت مصالحها.

اليوم، ومع تغيير السياسة الوطنية باتجاه تعزيز استقلالية القرار الوطني والحد من التدخلات الخارجية، أصبحت هذه الجماعات أكثر نشاطًا في محاولاتها لإفشال مشروع الإصلاح الذي أطلقه الرئيس تبون. ولعل السبب وراء ذلك يعود إلى أن الجهات الوصية على هذه الجماعات تضررت من السياسات الجديدة التي ترفض الخضوع لأي ضغوط أو تأثيرات خارجية.

الإصلاحات التي بدأتها الجزائر، والتي تهدف إلى إعادة بناء الدولة على أسس قوية ومستقلة، لم ترق لتلك الجماعات، فباتت تحاول بكل الطرق عرقلة مسيرتها عبر وسائل الإعلام والدعاية المضللة. ورغم كل هذه المحاولات، فإن الدولة الجزائرية، بقيادة الرئيس تبون، مستمرة في تنفيذ مشروعها الإصلاحي، متجاهلة أي تهديدات أو تشويش.

الشعب الجزائري، الذي انتفض في حراكه المبارك ضد الفساد والمحسوبية، يعي تمامًا مخاطر هذه المؤامرات. إنه يعرف أن الإصلاحات الجارية تهدف إلى استعادة سيادة الدولة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وما محاولات الطابور الخامس إلا تعبير عن فشل القوى التي كانت تستفيد من الفوضى السابقة.

قضية فريد بن شيخ تعتبر بمثابة تحذير من خطورة الطابور الخامس الذي يسعى للنيل من الجزائر عبر وسائل وأساليب خبيثة. لكن الشعب الجزائري واعٍ، ولن يسمح بعودة الماضي، بل سيستمر في دعم الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس تبون لبناء جزائر قوية، حرة ومستقلة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…