‫الرئيسية‬ الأولى قمة عربية إسلامية… صخب بلا نتائج
الأولى - الدولي - مقالات - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

قمة عربية إسلامية… صخب بلا نتائج

قمة عربية إسلامية تفضي إلى لا شيء
رغم الحضور الكبير للقمة العربية الإسلامية الطارئة من قادة الدول العربية والإسلامية، وغياب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيد، لم تخرج القمة بأي نتائج تُذكر سوى الشجب والتنديد والعويل المعتاد كلما تعلق الأمر بمواجهة إسرائيل أو الولايات المتحدة أو الغرب عامة.

قصة تأسيس جيش عربي التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم تلقَ موافقة خليجية، رغم اقتراحه إرسال 20 ألف جندي مصري، وحديثه لأول مرة منذ اتفاقية كامب ديفيد عن “العدو” في خطاب رسمي. وهو مصطلح يعكس حدة الصراع المصري–الإسرائيلي المرشح للانزلاق إلى مواجهة عسكرية في أي لحظة.

البيان الختامي تمسّك بالقانون الدولي وبالعمل الدبلوماسي من خلال حملة دولية ضد إسرائيل، وهي خطوات لن تقدم ولن تؤخر. فإسرائيل ليست سوى مقاطعة أمريكية في قلب الشرق الأوسط. والدليل أن رد فعل نتنياهو بعد انتهاء القمة، حسب ما نقل هنا وهناك، تضمن استعداداً لضرب قطر مجدداً وتصفيات لقيادات من حركة حماس في أي دولة من العالم، حتى داخل الدول الغربية.

الأزمة التي تواجه الدول العربية والإسلامية تكمن في ارتباطها الوثيق بالولايات المتحدة. فلا أحد تجرأ على انتقادها. تركيا عضو في حلف الناتو تحت الوصاية الأمريكية، باكستان حليف تقليدي لواشنطن ولا تعاديها، أما أذربيجان فقد تحولت إلى قاعدة خلفية لإسرائيل في آسيا الوسطى تهدد أمن دول عربية وإسلامية عدة، وفي مقدمتها إيران.

من جهة أخرى، ستعقد الدول الخليجية اجتماعاً لهيئة الدفاع الخليجية من دون حضور مصر، في إشارة واضحة إلى أن هذه الدول لا تريد إقحام أكبر قوة عسكرية في المنطقة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل قد تزعج واشنطن.

حدة خطاب السيسي ووصفه إسرائيل بالعدو أكبر دليل على أن الوضع خطير وقابل للانفجار في أي لحظة. فقد وجه رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين بأن بقاء نتنياهو في السلطة سيؤدي إلى قطيعة مع السلام الذي عرفته المنطقة منذ كامب ديفيد، معتبراً أن نتنياهو شخص يشعل الأزمات ويهدد الاستقرار.

أما القمة نفسها فلم تتخذ أي إجراءات عملية لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي على قطر، ولم تُوجَّه أي انتقادات إلى الولايات المتحدة المتواطئة مع الكيان، والداعمة له بكل الوسائل، والساعية لاحقاً إلى الاستثمار في غزة بعد إفراغها، فضلاً عن مشروع قناة بن غوريون الذي يهدد قناة السويس ويضرب الاقتصاد المصري في الصميم.

مرة أخرى، قمة مليئة بالخطب الرنانة أمام الكاميرات، بلا فائدة ولا نتائج تحفظ ماء الوجه لقادة يعيشون حالة انفصام بين مصالح شعوبهم ومصالحهم الشخصية المرتبطة بواشنطن.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…