‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية لماذا لم تعد الجزائر متحمسة للانضمام إلى مجموعة البريكس؟
الافتتاحية - 30 سبتمبر، 2024

لماذا لم تعد الجزائر متحمسة للانضمام إلى مجموعة البريكس؟

لماذا لم تعد الجزائر متحمسة للانضمام إلى مجموعة البريكس؟
على الرغم من التوقعات المتزايدة بشأن انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس، يبدو أن الأمور أخذت منحى مختلفًا بعد قمة جوهانسبورغ الأخيرة. خلال هذه القمة، تم ضم ست دول جديدة إلى المجموعة على أسس وصفت بالعشوائية وغير العلمية، وهو ما أثار بعض التساؤلات حول معايير العضوية. ومع ذلك، سرعان ما رفضت الأرجنتين العضوية بعد انتخاب رئيسها الموالي لأمريكا، فيما لم تؤكد السعودية حضورها للاجتماعات رغم ضمها رسميًا، مفضلة التعامل عبر العلاقات الثنائية بدلاً من الانخراط في التكتل.

أما الجزائر، التي لم تتم مناقشة انضمامها في قمة جنوب أفريقيا كما يُشاع، فقد اتجهت أيضًا إلى تفضيل التعامل عبر العلاقات الثنائية. تمتلك الجزائر علاقات مميزة مع كل من روسيا والصين، الدولتين الرئيسيتين في البريكس، ما يجعلها في وضع مريح دون الحاجة إلى الانضمام الرسمي للمجموعة. كما أن الجزائر قد تكون غير متحمسة للانضمام نظرًا لوجود دول داخل البريكس لا تربطها علاقات جيدة معها، إضافة إلى عدم رغبتها في الانخراط في صراع مباشر مع الولايات المتحدة والغرب، حيث تحظى بعلاقات اقتصادية مميزة مع هذه الأطراف. الموقع الجغرافي للجزائر، الذي يضعها على حدود أوروبا، يعزز من هذا التوجه، في حين أن دول الشرق الأوسط وآسيا قد تكون أقل تأثرًا بهذا الصراع.

الانضمام إلى البريكس من عدمه لا يعتبر أمرًا حاسمًا بالنسبة للجزائر، إذ يعتبر التكتل ذو طابع اقتصادي، بينما تركز الجزائر على تعزيز علاقاتها مع الدول السبع الأغنى في العالم. حضر الرئيس عبد المجيد تبون القمة الأخيرة لهذه الدول في إيطاليا، حيث تم اتخاذ خطوات لإدماج الجزائر في آليات التشاور على المستوى الوزاري. إضافة إلى ذلك، تتمتع الجزائر بعلاقات وثيقة مع الصين وروسيا، وهما من الدول الرئيسية في البريكس.

عدم انضمام الجزائر إلى البريكس قد يعكس أيضًا رغبتها في تفادي التعامل المباشر مع دول مثل الهند والإمارات، التي تمر علاقاتها معها بحالة من الجمود. ويبدو أن البريكس لم تعد ذات أولوية بالنسبة للجزائر، خاصة بعد توسع علاقاتها الدولية بشكل ملحوظ في فترة الرئيس عبد المجيد تبون، حيث استعادت الجزائر مكانتها الدولية في فترة قصيرة.

هذا التطور السريع يعزز من قدرة الجزائر على المناورة وتحقيق تحالفات دولية بسهولة، سواء على المستوى الثنائي أو مع تكتلات إقليمية ودولية. وتنتظر الجزائر أيضًا دراسة طلبها للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي ضمت مؤخرًا بيلاروسيا، ما يبرز انفتاحها المستمر على التعاون الدولي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…