‫الرئيسية‬ الأولى ماذا يحمل صنصال في جعبته لفرنسا؟
الأولى - الافتتاحية - الوطني - ‫‫‫‏‫5 أيام مضت‬

ماذا يحمل صنصال في جعبته لفرنسا؟

ماذا يحمل صنصال في جعبته لفرنسا؟
بوعلام صنصال طليق اليوم، وسيكون في باريس خلال الساعات المقبلة، كما أكدت عدة وسائل إعلام فرنسية التي سارعت إلى نقل الخبر، مشيرة إلى أن الكاتب تعهّد بمواصلة “النضال” مباشرة بعد انتقاله من ألمانيا إلى فرنسا. وفي المقابل، بدأ الإعلام الفرنسي الأكثر عدائية ضد الجزائر في العويل المعتاد، مروّجًا لخطاب يرى في ما حدث “إهانة لفرنسا” بعد أن اختارت الجزائر التعامل مع ألمانيا في ملف العفو عن صنصال، خصوصًا بعد سقوط الوساطة الإيطالية التي لم تُثمر أي نتيجة.

نجاح الوساطة الألمانية في حل عقدة ملف صنصال، بفضل العلاقات الوثيقة التي تجمع برلين بالجزائر والاحترام المتبادل بين مسؤولي البلدين، أحدث صدمة حقيقية داخل الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية. فهذه الأوساط ستستمر في الحديث عن الموضوع لأسابيع، لأنه جاء عكس ما كانت باريس تنتظره أو تخطط له، وأعاد تسليط الضوء على محدودية النفوذ الفرنسي في المنطقة مقابل تمدد علاقات الجزائر مع شركاء آخرين.

الاهتمام بملف الجزائر بات أولوية لدى وسائل الإعلام الفرنسية المتطرفة، التي انتقلت من التركيز على “خطر الهجرة” كظاهرة عامة إلى استهداف المهاجرين الجزائريين تحديدًا، وهو تحوّل يحمل الكثير من الدلالات. ولا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل هذه الحملات بعد أن اعتُبرت الوساطة الألمانية بمثابة صفعة سياسية لباريس. فالنقاشات الساخنة حول “خسارة فرنسا” و”مكسب ألمانيا” ستغذي خطابًا متشنجًا تجاه الجزائر في القادم من الأيام.

قضية صنصال ستظل حاضرة بقوة خلال الساعات والأيام المقبلة، بانتظار ما سيكشفه “الكاتب” عن ظروف اعتقاله ومعاملته داخل السجن، وهي تفاصيل لم يظهر منها سوى القليل لحد الآن، رغم أنه توعّد بالحديث مطولًا عنها، كما نقلت صحيفة “ويست فرانس” في عددها الصادر اليوم. وتشير المؤشرات الأولى إلى أن صنصال سيكون ضيفًا دائمًا على العديد من القنوات والجرائد الفرنسية، وربما حتى الدولية، المهتمة بقصته، خاصة تلك المتعلقة بسنة كاملة قضاها في السجن تحت رقابة مشددة، ومنع من التواصل مع باقي السجناء كما يقول.

خلال ساعات فقط، سيبدأ “الشوط الثاني” من قضية بوعلام صنصال. سينتقل من استوديو إلى آخر، ومن إذاعة إلى قناة تلفزيونية، ومن صحيفة إلى أخرى، ليعيد سرد تجربته في سجون الجزائر، بينما يتكفل الإعلام الفرنسي بتهيئة المناخ قبل وصوله إلى باريس عبر تقارير تمهّد للرواية التي سيقدّمها. وهذا التمهيد الإعلامي ليس إلا محاولة لرفع درجة التوتر وإعداد الرأي العام لمرحلة جديدة من “القصص” التي سيعرضها صنصال، خاصة أنه أكد أنه لم يجد داخل السجن ما يملأ به وقته في القراءة الأدبية، ولا نعرف إن كانت السجون الفرنسية تقدم فعلًا مكتبات “تليق بذوق السجناء” كما يستبطن كلامه. وأشار كذلك إلى أنه لم يكن يعلم بموعد الإفراج عنه إلا في الفترة الأخيرة بعد تخفيف ظروف حبسه، مؤكدًا أنه لم يمتلك في أي لحظة الوسائل التي تمكنه من الكتابة أو توثيق تجربته.

الإعلام الفرنسي يستعد لاستقبال صنصال، وهي مناسبة ذهبية للجهات التي تكنّ العداء للجزائر لإطلاق العنان لحملات جديدة ضد الدولة والشعب على حد سواء. صافرة البداية أُطلقت رسميًا، والشوط الثاني من الحملة الإعلامية سينطلق خلال ساعات فقط، مدفوعًا بروايات صنصال وما سيرويه بعد وصوله إلى باريس. ويبقى السؤال المطروح: ماذا سيقول صنصال عن تفاصيل سجنه؟ وما الذي أُبلغ به في الدقائق الأخيرة من المفاوضات التي سبقت إصدار قرار العفو من الرئيس تبون؟ الملف يحمل الكثير من علامات الاستفهام… والمتابعة تبقى ضرورية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

تصويت الجزائر في مجلس الأمن… منطق الدولة ينتصر

تعالت أصواتٌ عديدة تندّد بتصويت الجزائر لصالح المشروع الأميركي المتعلق بغزة، معتبرة أنّ ال…