ماكرون يؤيد الاعتراف بمسؤولية الاستعمار في اغتيال الشهيد العربي بن مهيدي

ماكرون يؤيد الاعتراف بمسؤولية الاستعمار في اغتيال الشهيد العربي بن مهيدي

في خطوة تترقبها الأوساط التاريخية والسياسية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه للاعتراف بمسؤولية فرنسا في اغتيال الشهيد العربي بن مهيدي، الذي أعلن رسميًا عن وفاته نتيجة “انتحار” في عام 1957. بن مهيدي، الذي كان قائدًا لمنطقة العاصمة الجزائرية خلال معركة الجزائر، اعتقل لمدة تسعة أيام قبل أن يتم شنقه في ليلة 3 إلى 4 مارس 1957.

تأتي هذه الخطوة بعد استقبال ماكرون لخمسة مؤرخين من أعضاء اللجنة المشتركة المكلفة بدراسة الذاكرة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر. تم خلال الاجتماع استعراض تفاصيل وفاة بن مهيدي، بهدف تحقيق اعتراف رسمي من فرنسا بدورها في الجريمة التي أثارت جدلاً واسعًا لعقود.

العربي بن مهيدي كان عضوًا في “مجموعة الستة”، القادة المؤسسين لجبهة التحرير الوطني الجزائرية (FLN)، والتي قادت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وفقًا للتاريخ الرسمي، تم الادعاء أن بن مهيدي انتحر أثناء احتجازه، إلا أن الأدلة والشهادات التاريخية تشير إلى أن وفاته كانت نتيجة إعدام منظم نفذته السلطات الفرنسية.

منذ توليه الرئاسة، أبدى ماكرون رغبة واضحة في معالجة الملفات الحساسة المتعلقة بالذاكرة التاريخية بين فرنسا والجزائر، بما في ذلك دور بلاده في الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار وحرب التحرير الجزائرية. وتأتي هذه المبادرة ضمن مساعي ماكرون لتعميق الاعتراف بمسؤولية فرنسا التاريخية، والتمهيد لمصالحة شاملة بين البلدين.

اللجنة المشتركة، التي تضم مؤرخين من الجزائر وفرنسا، تعمل على تقديم مقاربة موضوعية لفترة الاستعمار، وتسعى لإيجاد صيغة مشتركة للتعامل مع هذا الإرث المعقد. يُعتبر الاعتراف الرسمي بدور فرنسا في اغتيال شخصيات مثل بن مهيدي خطوة حاسمة في مسار تحقيق هذه المصالحة التاريخية.

ماكرون، الذي أعلن مرارًا عن رغبته في معالجة الجروح التاريخية بين فرنسا والجزائر، قد يكون على أعتاب اتخاذ خطوة جديدة نحو الاعتراف الكامل بالجرائم التي ارتكبت خلال الحقبة الاستعمارية.