‫الرئيسية‬ الأولى مظاهرات المروك تنفجر… هل يقترب سقوط مملكة علويي الغرب؟
الأولى - الافتتاحية - الدولي - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

مظاهرات المروك تنفجر… هل يقترب سقوط مملكة علويي الغرب؟

هل تسقط مظاهرات المروك مملكة علويي الغرب؟
لم تستفد المخابرات المروكية وما يسمى بالمخزن، وهو جهاز الحكم والتحكم الإداري بشقيه المدني والعسكري، من إطلاق حملاته التشويهية والتحريضية ضد الجزائر منذ أكثر من أربع سنوات تحت قيادة الحموشي والمنصوري. الهدف كان توجيه أنظار الشعب المروكي عن معاناته الداخلية وعن طرق التسيير المهترئة، فضلاً عن النهب الذي طال خيرات البلد بما فيها أموال الدعم والهبات المقدّمة من الخارج والتي تذهب إلى جيوب الطبقة الحاكمة.

على مدار أربع سنوات، تشكّلت أقوى شبكة دعائية من مراركة ومن مجموعة بائعي الأوطان من الجزائريين “الحركى 2.0”. لكن كلما اشتدت الحملات ضد الجزائر، ازداد الشعب الجزائري تماسكاً والتف حول قيادته المدنية والعسكرية، بل ازداد شراسة في الدفاع عن بلده. الخطة التي وضعتها المخابرات المروكية لزعزعة الاستقرار في الجزائر فشلت فشلاً ذريعاً، بل ارتدت على النظام نفسه. اليوم نشهد في عموم المملكة مظاهرات صاخبة ضد الوضع الاجتماعي المتردي، وسقطت الغمامة التي حاول المخزن أن يصنعها فوق رؤوس المواطنين لينسوا همومهم، بعدما صنع لهم شماعة اسمها “الجزائر”.

النظام المروكي استنجد بيوتيوبر مصري مقيم في أمريكا يُدعى مايك الشرقاوي لتوجيه الرأي العام المروكي ضد الجزائر، مقدّماً لهم “دروساً” في الحذر من الإخوان المراركة كما حدث في مصر. محاولته لتطبيق وصفة قديمة لا علاقة لها بوضع المملكة اليوم كانت مثيرة للسخرية. وهنا أطالب السلطات الدبلوماسية الجزائرية في واشنطن برفع قضية ضد هذا الشخص الذي يتهم الجزائر من أمريكا، خاصة أن العدالة هناك لا تتسامح مع الكذب والتضليل.

المخزن لجأ إلى إرسال شخصيات مأجورة للمتظاهرين لتحذيرهم من الجزائر في محاولة استخباراتية مكشوفة لإلصاق ما يحدث بالجزائر، بينما الواقع أن ما يجري هو انفجار اجتماعي بحت سببه سوء التسيير والنهب والسرقة التي تمارسها الطغمة الحاكمة. الأمر تزامن مع فشل ذريع لحملة ضرب استقرار الجزائر، كان آخرها كذبة “هروب الجنرال ناصر الجن”.

من بين أهم أسباب الاحتجاجات أيضاً الصراع الدائر حول خلافة الملك المريض على العرش. الصراع داخل العائلة الملكية يزداد احتداماً كل يوم بل كل ساعة، وله امتدادات دولية لصيقة بفرنسا وأمريكا وإسرائيل وإسبانيا، حيث يتمتع المخزن بلوبيات قوية تنفذ الأوامر. كما رأينا في التواطؤ الإسباني مع المروك في نشر شائعة “الجنرال ناصر الجن”. بعض القوى الأجنبية لا تريد بقاء النظام الملكي الحالي لأنه متقادم وبالي الطقوس، أقرب إلى أنظمة العبودية في القرون الوسطى، ولم يعد مقبولاً حتى لدى حلفائه. لكن لا أحد يعلم أي رأي سينتصر في النهاية.

الوضع الاجتماعي المنهك بسبب سوء التسيير وتراكم الديون، مع استمرار سياسة البريستيج على حساب معيشة أغلب الفئات الاجتماعية، هو السبب المباشر لتفاقم الأزمة.

لم يبق للمملكة المروكية سوى خيار القمع الوحشي للمظاهرات وإهانة الشباب، جيل وسائل التواصل الاجتماعي الذي لم تعد تنطلي عليه أساليب الماضي. القمع حلّ مخيف لكنه لا يحل الأزمة بل يعقدها، تماماً كما يعقدها اللجوء إلى يوتيوبر مصري مسيحي من واشنطن ليحذر المروكيين من “الإخوان” ومن “تدخل الجزائر”، وكأنه وصي على شباب المروك. هذه التصرفات تزيد من الاحتقان لأنها مبنية على احتقار ذكاء الجيل الصاعد.

حين تطّلع على ثروة الملك المروكي وتجدها تفوق ثروة ملك بريطانيا شارلز نفسه، تدرك أنك أمام كارثة كبرى: عائلة حاكمة مفترسة لثروات شعب بأكمله. ولم ولن تنفع الحملات المخابراتية ضد الجزائر، خصوصاً بعد أن تجاوز عدد متابعي خطابات الرئيس الجزائري 14 مليون مروكي، في رفع الغبن عن شعب المروك أو في إيقاف احتجاجاته.

الوضع الداخلي المتفجر اليوم تحكمه يوميات المواطن ومعاناته المعيشية، ولا دخل للجزائر فيه لا من قريب ولا من بعيد. لقد فشلتم في تحويل أنظار شعبكم إلى الخارج.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…